استدعاء الطبيب، وهو أول معجم طبي للاستعمال في البيت، وهو يصف الأمراض المختلفة بدقة فائقة كما يصف علاجها بواسطة مواد متوفرة في كل مكان وبأدوية موجودة في كل مطبخ وكل بيت.
أما مؤلفه الخاص بعلاج مرض بعينه فله شهرة عظيمة، وهذا هو الكتاب المعروف باسم «كتاب الجدري والحصبة»، فقد فقح الرازي بهذا الكتاب حقلا جديدًا لم يطرقه أحد من قبل، والرازي في كتابه هذا يفحص الحالة في طبيعتها، كما يستطيع إصدار حجه غير مقيد بآراء الآخرين التي أصبحت وكأنها قوانين يجب احترامها والأخذ بها. أما الرازي فهو يصدر رأيه اعتمادًا على تجاربه الخاصة والنتائج التي انتهى إليها.
إن مثل هذا المنهج في البحث وهو الاعتماد على تشخيص المرض كما هو حسب وضعه وأثره في المريض مستخدمًا وسائله الطبية الخاصة جديد في عالم الطب. ويجب أن نذكر هنا كتابًا صغيرًا وضعه الرازي وهو يعتبر حجة في مادته، وقد طبع في أوربا في الفترة الممتدة بين عامي ١٤٩٨ - ١٨٦٦ م أربعين مرة، وإلى هذا المؤلف ترجع هذه البحوث الخاصة بالنقرس والحصوة وأمراض المثانة والكلى وأمراض الأطفال.
كذلك يهتم الرازي بحالة الطقس ومختلف مواقع الأقاليم من حيث الحرارة والرطوبة والريح والحالة الصحية للمساكن وتزويدها بالحمامات كما كان يهتم بتنقية هواء المساكن عن طريق البخور لطرد الروائح الكريهة وتهوية غرف المرضى، كما يحرص على وجود الحرارة المعتدلة والمياه الصالحة للشرب والغسل والاستحمام.
إن جميع الأشياء التي كان يعنى بها هذا الطبيب العربي والتي تبين مدى المستوى الذي بلغته العناية الصحية في العالم الإسلامي كانت جميع هذه الوسائل وتلك الاتجاهات قذى في عيون رجال الكنيسة وخطيئة كبرى، ولذلك كانت الكنيسة قبل الحروب الصليبية لا تحار هذه الاتجاهات فقط بل كانت تعدّ الألعاب الرياضية ومختلف أنواع النشاط الجسماني من كبرى الخطايا وتتعارض مع البكارة.