للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسِ وَاحِدَةٍ، وَيَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَلَا يَجِدُونَ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا قَدْ مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ وَدِمَاؤُهُمْ،

===

أي: على يأجوج وماجوج؛ أي: يسلط الله عليهم وينزل بهم (النغف) - بفتحتين - جمع نغفة؛ وهي دود يكون في أنوف الإبل والغنم (في رقابهم) وأعناقهم.

وهذا استجابة لدعاء عيسى وأصحابه عليه السلام (فيصبحون) أي: يصبح يأجوج ومأجوج، أي: يكونون في صباح تلك الليلة التي دعوا عليهم (فرسى) أي: هلكى موتى دفعة واحدة (كموت نفس واحدة).

وقوله: "فرسى" كهلكى وزنًا ومعنىً، وهو جمع فريس؛ كقتلى وقتيل، مأخوذ مِن فرس الذئبُ الشاةَ؛ إذا كسرها وقتَلَها، ومنه: فَرِيسَةُ الأسَد، وقوله: "كموت نفس واحدة" أي: يهلكون جميعًا دفعةً واحدة.

قال التوربشتي رحمه الله تعالى: يعني: أن القهر الإلهي الغالب على كل شيء يفرسهم دفعة واحدة، فيصبحون قتلى.

وقد نبه بالكلمتين؛ أعني: (النغف) و (فرسى) على أنه سبحانه يهلكهم في أدنى ساعة بأهون شيء؛ وهو النغف، فيفرسهم فرس السبع فريسته بعد أن طارَت نُعْرةُ البغي في رؤوسهم، فزعموا أنهم قاتلوا مَنْ في السماء. انتهى من "المرقاة".

(و) بعد هلاك يأجوج ومأجوج (يَهْبِط) ويَنْزِل (نبي الله عيسى وأصحابه) المسلمون من جبل الطور إلى الأرض، (فلا يجدون) في الأرض (موضعَ شِبر) أي: قَدْرَ شِبر .. (إلا قد ملأه زَهَمُهم) - بفتحتين - أي: دَسَمُهم (ونَتنهم) أي: عفُونتهم، وهو عطف تفسير لما قبله (ودماؤهُم).

والزَّهمُ - بفتح الزاي والهاء - النتَنُ والدُّسومةُ، يقال: زَهِمَت يَدي - بكسر

<<  <  ج: ص:  >  >>