الهاء - من باب فرح؛ أي: دسمت، ثم استعيرت الكلمة للنتن؛ لأن الدسومة تُنْتِنُ بعد قليل.
وذ كر التوربشتي أن الزهم - بفتحتين - معناه: الدسومة؛ والزهم - بضم الزاي وسكون الهاء -: الريح المنتنة، وذكر في "القاموس": أن الزهمة: رِيحُ لحمٍ سَمينٍ.
(فيرغبون) أي: يتضرع نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه (إلى الله عز وجل) ويدعونه تصفية الأرض من نتنهم، وفي بعض الرواية:(فيرغبون إلى الله تعالى) أي: يتضرع نبي الله عيسى وأصحابه؛ أي: يدعون الله تضرعًا وخفية تصفية الأرض من جِيَفِهم (فيُرسل الله) تعالى (عليهم) أي: على موتى يأجوج ومأجوج (طيرًا) طوال الأعناق وغلاظها؛ أعناقها (كلأعناق البخت) والإبل؛ أي: كطول أعناق الإبل؛ والبُخْتُ - بضم الباء الموحدة وسكون المعجمة -: نوعٌ من الإبل غلاظُ الأعناق، عظام الأسنام، قاله القرطبي، وقال في اللسان: البُخْتُ والبُخْتِيَّةُ: دَخِيل في العربية، أعجمي معرب؛ وهي الإبل الخُراسانيةُ، تُنتج مِن عربية وفالج، وهي جمال طوال الأعناق. انتهى.
(فتحملهم) أي: فتحمل تلك الطيورُ الغِلاظُ موتى يأجوج ومأجوج (فتطرحُهم حيثُ شاء الله) تعالى؛ أي: في مكان شاء الله طَرْحَهم فيه، مما لا يعلمه أحدٌ إلا الله تعالى (ثم) بعد نَقْلِ الطيور موتاهم (يرسل الله) عليهم؛ أي: على أهل الأرض؛ أي: يُنزل الله سبحانه وتعالى (مطرًا) شديدًا (لا يَكُنُّ) أي: لا يَسْتُر منه، وهو بضم الكاف وتشديد النون؛ من باب شَدَّ، وهو من كَنَنْتُ الشيءَ؛ إذا سترْتُه وصُنْتُه من الشمس، وهو بمعنى أَكْنَنْتُ الرباعي؛ إذا ستَرْتَه؛