للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لَقَدْ كَانَ فِي هَذَا مَاءٌ مَرَّةً، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِئَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الله، فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ

===

أي: يقول الآخر بعضهم لبعض: والله (لقد كان في هذا ماء مرة) أي: مرة من المرَّات والدهور؛ أي: زمنًا من الأزمان فأين هو الآن؟ يعني: أن أوائلهم يشربون ماء البحيرة كله حتى لا يبقى للماء فيها إلا آثار، فيمر عليها أواخرهم فيدركون بهذه الآثار أنه كان فيها ماء أولًا.

(ويحصر) - بالبناء للمفعول - أي: يحبس (نبي الله عيسى) عليه السلام (وأصحابه) من المؤمنين؛ أي: يبقون محصورين على جبل الطور بلا طعام ولا شراب حتى يشتد عليهم الجوع (حتى يكون رأس الثور لأحدهم) أي: رأس الثور الذي لا يؤكل غالبًا (خيرًا) لأحدهم وأحب عنده (من مئة دينار) كائن (لأحدكم اليوم) لفقدان ما يأكلونه عندهم.

يعني: أنهم تشتد بهم الفاقة والمجاعة إلى حد نفاد أغذيتهم وطعامهم، وهم محاصرون بيأجوج ومأجوج، حتى لا يوجد رأس الثور عندهم - وهو فحل البقر - إلا بمئة دينار، وهذا مع كمال رخص البقر في تلك الديار الشامية، ومع أن رأس الثور لا يرغب فيه الناس رغبتهم في لحم باقي أعضاء البقر.

قال القاضي: لعل ذلك لما ينالهم من الحاجة إلى ما يأكلون وهم لا يَحْرثُونَ؛ لشِدَّةِ حَصْرِهم، قال الأبي: وإنما ذكر الرأس؛ ليقاس عليه البقية في القيمة.

(فيرغب) أي: يتضرع إلى الله تعالى ويدعوه (نبي الله عيسى) عليه السلام (وأصحابه) المؤمنون؛ أي: يتضرعون إليه تعالى ويدعونه الفرج من هذه المحاصرة والمجاعة، والرغبة هنا بمعنى الدعاء.

وزاد في بعض الروايات: (إلى الله) تعالى (فيرسل الله) تعالى (عليهم)

<<  <  ج: ص:  >  >>