للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ كَمَا قَالَ اللهُ: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّة، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، ثُمَّ يَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ:

===

بهم إلى جبل يحْرزون فيه أنفسهم؛ والطور: الجبل في السريانية، فيعم كل جبل، ويحتمل أن يكون ذلك هو طور سيناء.

(ويبعث الله) سبحانه وتعالى إليهم؛ أي: يرسل سبحانه (يأجوج ومأجوج) من مقرهم؛ وهو ما وراء سد ذي القرنين (على الناس) أي: على أهل الأرض مشارقها ومغاربها، جنوبها وشمالها؛ (وهم كما قال الله) تعالى: أي: والحال أن يأجوج ومأجوج {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ} أي: إلى كل حدب ومكان مرتفع ({يَنْسِلُونَ}) (١)؛ أي: يسرعون، وقد تقدم القول على يأجوج ومأجوج في أول كتاب الفتن، فراجعه.

والحدب - بفتحتين -: المكان المرتفع من الآكام والكَدَاء؛ وينسلون: من النسلان؛ وهي مقاربة الخطا مع الإسراع؛ كمشي الذئب إذا بادر، قاله القُتْبِيُّ، وقال الزجاج: ينسلون؛ أي: يسرعون.

(فيمر أوائلهم) أي: أوائل يأجوج ومأجوج (على بحيرة الطبرية) والبحيرة: تصغير بحرةٍ؛ وبُحيرة طَبَريَّةَ - بفتح الطاء والباء -: بحيرة من أعمال الأردن في طرف الغور، وفي طرف جبل، وجبلُ الطور مُطِلٌّ عليها، وتُطِلُّ على هذه البحيرة مدينة طبرية، وهي التي ينسب إليها الإمام الطبراني صاحب "المعاجم الثلاثة" كما مر في أوائل هذا الحديث.

(فيشربون ما فيها) من الماء؛ أي: ما في البحيرة من الماء حتى يُنَشِّفونَها (ثم يمر آخرهم) أي: آخر يأجوج ومأجوج على موضع البحيرة (فيقولون)


(١) سورة الأنبياء: (٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>