للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى بالرخاء، وكشف عن الناس ما نزل بهم من البلاء ﴿إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ (١).

ثم فى أيام/الفائز، بوزارة الصالح طلائع بن رزيك، وقع غلاء بلغ فيه ١٣٦ الأردب خمسة دنانير لقصور النيل عن الوفاء، وكان بالأهرام (٢) من الغلات ما لا يحصى، فأخرج جملة يسيرة من الغلال وفرقها على الطحانين وأرخص سعرها ومنع من احتكارها، وأمر الناس ببيع الموجود منها، وتصدق على جماعة من المتجملين والفقراء بجملة كثيرة، وتصدق سيف الدين حسين وغيره من الأمراء [وأرباب] (٣) الجهات بالقصر بما نفّس عن الناس، ولم يستمر ذلك سوى مدة يسيره حتى فرج الله تعالى وجاء الرخاء.

وفى سنة ٥٦٧، ضربت السكة بمصر والقاهرة باسم الخليفة العباسى المستضئ بأمر الله، وباسم الملك العادل محمود صاحب بلاد دمشق، فنقش اسم كل واحد منهما فى جهته.

وفى هذه السنة عمت بلوى المضايقة بأهل مصر؛ لأن الذهب والفضة خرجا منها وما رجعا، وعزا فلم يوجدا، ولهج الناس بما عمهم من ذلك وصاروا إذا قيل دينار أحمر وحصل فى يد واحد فكأنما جاءته بشارة الجنة.

وفى سنة ٥٨٣ أمر السلطان صلاح الدين بأن تبطل نقود مصر، وتضرب الدنانير ذهبا مصريا، وأبطل الدرهم الأسود، وضرب الدراهم الناصرية وجعلها من فضة ونحاس نصفين بالسوية، واستمر ذلك بمصر والشام.


(١) سورة يوسف آية ١٠٠.
(٢) هى الأماكن التى تخزن بها الغلال والأتبان الخاصة بالخليفة أو السلطان احتياطا لأمثال الطوارئ الاقتصادية.
(٣) ما بين الحاصرتين من إغاثة الأمة ص ٢٩.