للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الطلب تكبراً.

وفي كتاب الله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ (١٤٦)} [الأعراف: ١٤٦] الآية.

وقال بعض السلف: لا ينال العلم مُسْتَحْيٍ ولا متكبر (١).

وروى أبو نعيم عن شعبة رحمه الله قال: إنَّ الذين يطلبون العلم (٢) على الدواب لا يفلحون (٣).

والتواضع مطلوب من كل مؤمن، ومن المتعلم أولى، وهو من تمام التشبه بالعلماء.

وإن كان العلم شرفاً فإنما يتم شرفه بتواضع المتصف به، ثم إن شرف العلم مرغوب فيه؛ لأنه يمنع صاحبه عن تسلط السفهاء ومَعَرَّة اللؤماء ومضرة الأشقياء، ويربي له المهابة عند الملوك، فتنفذ فيهم كلمته، وتنفع فيهم موعظته ونصيحته، فالعلم وطلبه بهذه النية عمل صالح، كما سبق.

وروى الدينوري عن الأصمعي قال: دخل عطاء بن أبي رباح


(١) ذكره البخاري (١/ ٦٠) معلقًا عن مجاهد، ورواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص: ٢٨١). لكنهما قالا: "لا يتعلم" و "مستكبر" بدل "لا ينال" و"متكبر".
(٢) في "حلية الأولياء": "الحديث" بدل "العلم".
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ١٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>