والمذكور مذهب ابن مسعود -أيضاً-. انظر: «سنن سعيد بن منصور» (٣/٢٤٠) ، «المغني» (٨/٤٥٣-٤٥٤) . (١) نُقل عن سَحنون في «المدونة» (٢/٨) ، وقاله عبد الملك بن حبيب، نقله عنه ابن أبي زمنين في «قدوة الغازي» (ص ١٦٧) . (٢) وبما أن مصير ذلك عن قربٍ للمسلمين، فيصير كأنهم خربوا أموالهم بأيديهم. وقد أشار الصديق -رضي الله عنه- إلى هذا المعنى، فقال للجيش: فإن الله ناصركم، وممكن لكم حتى تتخذوا فيها مساجد. وانظر: «شرح السير الكبير» (١/٤٤-٤٦) ، «الرد على سير الأوزاعي» لأبي يوسف (ص ٨٧-٨٩) ، «الأم» (٧/٣٥٦) ، «المبسوط» (١٠/٣١) ، «فتح الباري» (٦/١٥٥) ، «أحكام القرآن» للجصاص (٣/٤٢٩) ، «سنن البيهقي» (٩/٨٥) . (٣) انظر: «البيان والتحصيل» (٢/٥٤٨ و١٧/٣٥٣) ، «النوادر والزيادات» (٣/٦٣) . وكذا قاله الشافعي في «الأم» (٧/٣٥٦) . قلت: ولا يَسْلَمُ هذا التأويل؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قطع وأحرق نخل بني النضير، وقد علم أنها ستصير للمسلمين في يومه أو غَدِه، كما ذكره ابن الحزم وابن العربي. انظر: «المحلّى» (٧/٢٩٤) ، «أحكام القرآن» (٤/١٧٦٨) ، بل إنه - صلى الله عليه وسلم - قطع نخيل خيبر، وقد وعده الله -تعالى- إياها مغانم كثيرة. انظر: «شرح السير الكبير» (١/٥٥) . فكيف يتلف النبي - صلى الله عليه وسلم - ميراث المسلمين، وينهى أبو بكر -رضي الله عنه- فيما بعد- المسلمين عن ذلك؟! وعلى افتراض ثبوت وصية الصديق لجيشه، يقول الإمام الشافعي في «الأم» (٧/٣٥٦) : «ولعلَّ أمر أبي بكر -رضي الله عنه- بأن يكفوُّا عن أن يقطعوا شجراً مثمراً، إنما هو لأنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبر بأن بلاد الشام تفتح على المسلمين، فلما كان مباحاً أن يقطع ويترك، اختار الترك نظراً للمسلمين» .