للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: ما يشبع، أكلوا كثيرًا، ودخل كثيرًا سبحان الله العظيم! دخَّل كم من حمل؟ أكثر من حمولة صاحبه الشريك الذي جذ في النهار في رمضان، فادَّعى الغبن، الشريك الأول المخيَّر ادَّعى الغبن والخطأ في القسمة، وقال: أنا والله غُبنت والقسمة خطأ، قال: والله ما أسرق، أنا خيرتك، قسمنا جميعًا وخيَّرتك، ورجعت إلى النخل، ومشيت فيه، واخترت أنت. تحاكموا إلى القاضي، قال: ويش القصة؟ قال: والله ما خبرنا إلا أنه جذَّ في النهار في رمضان لئلا يأكل منه الفقراء، أما أنا فأخَّرته حتى أفطر الناس وجاؤوا يأكلون ويشبعون. قال: هذه هي العلة. والحمد لله أنه ما صار تملك حشفًا، يعني الذي جذَّ في رمضان. كقصة أصحاب الجنة ( ... ).

***

[باب الدعاوى والبينات]

الدعاوى والبينات، الدعاوِي، أو الدعاوَى جمع (دعوى)، وهي في اللغة: الطلب، قال الله تعالى: {وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ} [يس: ٥٧]، أي: ما يطلبون، وأما في الاصطلاح فهي إضافة الإنسان لنفسه شيئًا على غيره، سواء كان هذا الشيء عينًا، أو منفعة، أو حقًّا، فكله يُسمَّى دعوى.

والإضافة إما أن تكون إضافة الإنسان شيئًا لنفسه على غيره، فهذه أيش؟ دعوى، أن يضيف الإنسان شيئًا لنفسه على غيره، يقول: لي على فلان كذا، سواء كان هذا عينًا أو منفعة، أو حقًّا أو دَيْنًا؛ أربعة أشياء، فالإضافة ثلاثة أقسام: أن يضيف الإنسان شيئًا لنفسه على غيره؛ وهذه دعوى، أن يضيف الإنسان شيئًا لغيره على نفسه؛ وهذا إقرار، أن يضيف الإنسان شيئًا لغيره على غيره؛ وهذه شهادة، فهذه أنواع الإضافات.

نحن الآن في النوع الأول؛ وهو أن يضيف الإنسان شيئًا لنفسه على غيره، هذا الشيء إما عين، وإما منفعة، وإما دَيْن، وإما حق، أربعة أشياء؛ إما عين بأن يقول: أدعي على فلان أن هذا الذي بيده من كتاب، أو حقيبة، أو غيره لي. هذا ادعى عينًا.

منفعة: أدعي عليه أني استأجرته لمدة شهر، هذه منفعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>