وهنا قصة غريبة وقعت هنا في البلد: اقتسَم رجلان ثمر نخل بينهما، وكان ذلك في شهر رمضان، فقال أحدهما للآخر: اختَرْ. تمشَّى الْمُخَيَّر بين النخل وقال: أختار هذا الجانب، قال: خُذْه، ثم قال للجذَّاذين الذين يجذون النخل: أُحب أن تأتوا إليَّ في نهار رمضان، في النهار. لماذا؟ قال: لئلا يأتي المساكين يأكُلون، في نهار رمضان، ما يأكل المساكين التمر، فجاء الجذَّاذون في النهار، وجذوا التمر ودخَّلوه، أما أحدهما فأعلن عند باب المسجد، قال: إنه سيجذ نخله بعد عيد الفطر في النهار، فمن أحب منكم أن يأتي فنحن نتشرف بذلك، أو قال: فالله يحييه، ولما أفطر الناس، وكان الناس في ذلك الوقت في جوع شديد، قال: تصدقون فيه واحد الآن موجود عندنا هنا حي يُرزق، يقول: كان أبوه إذا أتى بالنوى، تعرفون النوى؟ العبس، نجتمع إليه ونحن صغار إذا وجدنا عبسة أو نواة فيها ( ... )، أخذناها نمصها، إلى هذا الحد! هذا واقع يا ناس، نحن ما نعرف الأمور هذه، الحمد لله.
الفقراء لما أفطروا رمضان، وصاروا في اليوم الثاني، وجاء الجذَّاذ، ذهبوا إلى هذا الرجل، وجعلوا يجذون النخل، ويأكلون ويشبعون، في ذلك الوقت الواحد يأكل ما شاء الله الشيء الكثير.