أما كونه على قدْر الأملاك فقد سبق بيان وجهه، وأما كونها على حسب الشرط فلعموم قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}[المائدة: ١]، وقوله:{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ}[الإسراء: ٣٤]، وقول النبي عليه الصلاة والسلام:«كُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِئَةَ شَرْطٍ»، (٣) وقوله: «إِنَّ أَحَقَّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ»، (٤) فهذا يدل على أن الشروط يُوفى بها، وقوله:«الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ». (٥)
قال:(فإذا اقتسموا أو اقترعوا). عندكم (أو) ولَّا (واقترعوا)؟
إذا اقتسموا لزمت القسمة؛ هذا إذا كانت القسمة قسمة إجبار، فإذا اقتسموا ورضي كل واحد منهم بها لزِمت القسمة ولا خيار، ولو كانوا في مجلس القسمة، هذا في قسمة أيش؟ قسمة الإجبار، بأن اقتسموا الآن وتراضيا، وقال: يا فلان، هذا لك، وهذا لي، تلزم القِسمة، ولا فيها خيار، لماذا؟ لأنها إفراز أيش؟ لا بيع، أما إذا كانت قِسمة تراضٍ، فإنها لا تلزم بمجرد القسمة، بل لهما الخيار ما داما في المجلس، لماذا؟ لأنها بيْع، والبيع فيه الخيار، قال النبي عليه الصلاة والسلام:«الْمُتَبَايِعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا». (٦)
بيننا أرض كبيرة، قسمة الأرض الكبيرة قسمة إجبار؛ يعني لو واحد امتنع يُجبر، قسمناها الآن، قلت لك: ماذا تريد؟ قال: أبغي هذا، الجانب الشرقي، ولك الجانب الغربي، فقلت: موافق. تلزم القِسمة الآن.
لو أراد يرجع، وقال: أنا أريد نصيبك أو أنت، له الحق ولَّا لا؟ ليس له الحق، متى اقتسموا لزمت القسمة، والقسمة الآن هنا بيْع ولَّا إفراز؟ إفراز، الآن أفرزت نصيبي من نصيبك وخيَّرتك، ما ترجع.