ولكن الصحيح بلا شك أنه يكفي أن يعطِيَهما إياه مختومًا، بل لو قيل: إن هذا أولى لكان أولى؛ لأجل ألَّا يطلعَا على ما فيه، فإن بعض الناس إذا اطَّلع على شيء من مثل هذه الأمور يذهب ويتزيَّن به في المجالس، يقول: كتب القاضي فلان إلى فلان بكذا وكذا، يعني اسمعوا يا ناس بأنني أتصل بالقضاة، وأعرف أحوالهم! هكذا بعض الناس، بعض الناس إذا جلس عند أمير ولَّا عند قاضٍ وجرى بينهم أمور سرية يمكن يفشيها قبل أن يخرج من عتبة الغرفة، علشان يقولون: ما شاء الله، هذا الرجل يطَّلِع على أسرار القضاة، وعلى أسرار الأمراء، وعلى أسرار الوزراء، ما شاء الله عليه.
لكن هو موثوق ولّا غير موثوق؟ هذا غير موثوق.
المهم أنه لو قيل بأن الأولى ألَّا يقرأ عليهما الكتاب لكان ذلك أولى.
ثم إن هذه الأمور التي ذكرها الفقهاء رحمهم الله الظاهر أنه عفى عليها الدهر، أصبحت الآن المسألة تُرْسَل بطريق البريد المسجَّل تسجيلًا رسميًّا بعَدَدٍ وتاريخ، وهذا من أحفظ ما يكون، بل فيه الآن أصبح شيء أعجب من هذا؛ يكتب القاضي الكتاب ويضعه على شيء ويكلِّم صاحبه اللي بالجهة، بأمريكا مثلًا، يكلم صاحبه يقول: ترى عندي ليك خط شغَّل الماكينة، ويشغِّلها، ثم نفس الكتاب هذا يجده أمامه، الكتاب هذا ما ينسحب ويطير بالهواء، أو لا؟ هو يطير أوراقه، هذه تطير ولّا .. ؟ ما تطير أوراقه، أوراقه مكانها، لكن تتحول كما هي بالضبط.
طالب:( ... ).
الشيخ: لا يا أخي، لا، لازم، لا بد، ثم يجده هناك بالكتابة، أنا أذكر ما أدري أيش اسمه.
طالب: فاكس.
الشيخ:( ... ) ما علينا منه، المهم أننا مرة كنا بمكان واحتاجوا إلى معاملة في بلد آخر بعيد عن البلد اللي احنا فيها، في خلال يمكن عشر دقائق فتَّشُوا عنها هناك ما بقينا إلا جت على طول.
إذن كتاب القاضي إلى القاضي بهذه الطريق أضبط ولّا لا؟