للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرض مخوف؛ وهو الذي لو مات به لم يقُل الناس شيئًا؛ لأنه صار عادة أن يموت به الناس، وليس المخوف وغير المخوف هنا الذي لا يُرجَى برؤه أو يُرجَى، لا، ما كان سببًا للموت عادة فهو مخوف، وما لا فلا.

مثال المرض غير المخوف: إنسان مريض من أجل سنِّه مثلًا، سنُّه يؤلمه، من أجل عينه، من أجل جرح فيه، زكام، هذه أمراض مخوفة ولَّا لا؟ غير مخوفة.

فإذا طلقها في هذا المرض طلاقًا بائنًا، ثم اشتد به المرض ومات فإنها لا ترث؛ لأنها بانت في حالٍ لا يُتَّهم فيها بمنع الإرث فلم ترث.

(أو في مرضه المخوف) مرضه المخوف يعني: الذي لو مات به لم يستنكره الناس؛ مثل: الحمى الشديدة، ذات الجنب، وفي عصرنا هذا انتشر داء السرطان، في الأول كان السل.

المهم الأمراض التي لو مات بها قال الناس: نعم، هذا سبب؛ ولهذا قال العلماء رحمهم الله: المرأة التي يأخذها الطَّلْق مرضُها مخوف، مع أنه ما يكثر فيه الموت، لكن لو ماتت بالطَّلْق قال الناس: ليس هذا بغريب.

(أو المخوف ولم يمت به لم يتوارثا) طيب لو أن إنسانًا مريض مرضًا مخوفًا؛ بذات الجنب فطلق زوجته، خاف أن يموت به فطلقها لئلا ترثه، ثم عافاه الله، وانتهت عدتها، ثم مات بعد ذلك، هل ترث أو لا؟ لا ترث؛ لأنه برئ من المرض.

وهذه المسألة تحتاج إلى تحرير؛ لأن كونه طلقها في مرض موته المخوف واضح أنه أراد الحرمان، فإذا شُفي، ثم عاد المرض ومات، ففي حرمانها نظر؛ لأن التهمة قائمة.

(بل في طلاق رجعي لم تَنْقَضِ عدتُه) ما هو الطلاق الرجعي؟ الطلاق الرجعي هو الذي يملك الزوج فيه مراجعة الزوجة بدون عقد، الطلقة الأولى على غير عوض بعد الدخول؟

طالب: رجعي.

الشيخ: رجعيٌّ، فهذا إنسان طلق زوجته في حال صحته طلاقًا رجعيًّا، ثم مات وهي في العدة، أترث منه أو لا؟ ترث. لو ماتت هي، أيرث منها أو لا؟ نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>