للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

نعِسَ أحدهم، ربط جوزه إلى سماء البيت، ثم قام يصلي فقال:

حذيفة: قبَّح اللَه قوما أولئك خيارهم. خياركم من لم يترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه. وهذا الذي

قال حذيفة، هو قول النبي عليه السلام إلا أنه جاء على التقديم والتأخير.

ومنه قول عبد الله بن عمر (احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لأخراك كأنك تموت غدا).

والحرث والاحتراث؛ اصلاح المال وتثميره. وفي كتاب (الشهاب) للقضاعي: "أصلحوا دنياكم

واعملوا لأخراكم".

وقد نظم أبو القاسم الألبيري في هذا المعنى قوله، حيث يقول:

المالُ ذلٌّ وذُلٌّ ... ألا يرَى لكَ مالُ

فاحرصْ كَأنك باقٍ ... فما لِذي الفقْرِ حالُ

واقْنع فإنكَ فانٍ ... غداً فكلٌ مُحالُ

وقوله: (ربط جَوْزه إلى سماء البيت)؛ أي وسطه. جَوْزُ كل شيء وسطه. والجميع أجْواز. قال

الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>