وهزموهم، ففي ذلك يقول جرير:
تَدارَكنا عُيَيْنَةَ وابنَ شَمخِ ... وقَدْ مروا بِهنّ علىَ حَقيل
فردّ المُرْدَفاتِ بناتِ تَيمٍ ... ليربوع فَوارِسُ غير ميلِ
قوله ابن شمخ، هو مالك بن حمار بن حزن بن خشين بن لأي بن شمخ، ويقال إنهم من بني جشم
بن معاوية بن بكر. قال مالك بن حمار يوم بُسيان:
ويلُ أمّ قومٍ صَبَحناهُمْ مُسَوّمَةً ... بَينْ الأبارِقِ مِنْ بُسيانَ فالأكَمِ
بسيان والأكم موضعان.
الأقرَبينَ فلمْ تنفَعْ قَرابَتُهُمْ ... والمُوجَعينَ فلمْ يُشفَوا مِنَ الألمِ
طَعَنْتُ بالرمحِ جَسّاساً وقلتُ لهْ ... إني أمرؤ كانَ أصلي مِنْ بني جُشَم
قوله جساساً، يعني جساسا بن مُدلج أخا شيطان بن مُدلج. قال: وكان من فرسانهم. قال: وفرس
شيطان خميرة، وفيها يقول:
جاءتْ بما تَزْبي الدّهَيمُ لأهلها ... خمُيرةُ أو مسرى خمُيرةَ أشأمُ
وبَينا أرَجّي أنْ تَؤوبَ بَمَغْنَم ... أتتني بألفي فارسٍ مُتَلَئّمِ
قال: وذلك أن خميرة كانت وديقاً، ومر جيش لبني أسد، فاستروحت ريح الحصن، فأقبلت نحوها،
فطردها الجيش، فأقبلت إلى أهلها، قال: فأوقعوا بهم. وقوله تزبي، يعني تجلب، يقال من ذلك زبى
الأمر إذا جلبه. قال جرير للتيم:
أتهجُونَ يَربوعاً وقدْ رَدّ سَبْيَكمْ ... فَوارِسُنا والبِيضُ يُلوينَ بالخُمر