فأتحبّس عليه ولا يحبسني ذلك من تزيّن النساء.
ظَلِلْنا بِمُسْتَنّ الحَرورِ كأننا ... لدى فَرسٍ مُستقبلِ الريحِ صائِم
قوله ظَللنا بمُستن الحرور، قال: مُستن الحرور كجرى الريح الحارة. وقوله صائم، يهني قائماً لدى
فرس، يريد عند فرس، يعني بيتاً بناه من برود وغيرها من الثياب يُستظل به.
أغرّ مِنَ البُلقِ العِتاقِ يَشُفُهُ ... أذى البَقّ إلا ما احتمى بالقوائِم
قواله أغرّ، يقول: هذا الفرس في وجهه غرة، وهي البياض.
وظَلّتْ قَراقيرُ الفَلاةِ مُناخَةً ... بأكوارِها مَعكوسةً بالخَزائِم
قوله وظلّت قراقير الفلاة مناخة، يعني الأبل، وشبهها بالقراقير، وهي السفن الكبار، فهي تسير في
البر بما عليها كما تسير السفن الموقرة في الماء. وقوله بأكوارها، يريد أداتها أي وعليها أكوارها لم
تخط عنها. وقوله معكوسة بالخزائم، والعكاس أن يُعلّق الحبل في عنق البعير، ثم على أنفه ثم يشد
إلى فوق ركبتيه من ذراعه فيصار - يعني يمال - البعير، فلا يقدر أن يتحرك.
أنخنَ لتَغْويرٍ وقدْ وقَدَ الحَصَى ... وذابَ لُعابُ الشمسِ فوقَ الجَماجِمِ
قال: التغوير الاستراحة نصف النهار، وهو مثل التعريس في آخر الليل. قال: ولعاب الشمس شدة
حرها، وتوقدها، والتهابها، وهو أشد وقت الحر.
ومنقوشَة نقشَ الدنانيرِ عُوليَتْ ... على عَجل فوقَ العِتاقِ العَياهِم
قوله ومنقوشة، يعني رحالاً تعمل باليمن ينقشونها ويحسنون عملها. وقوله فوق العتاق العياهم، هي
ضخام الإبل.