للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أرفع في السير صدرها، وإن كانت خفيفة في سيرها. وقوله مالت

بلوث العمائم، يقول: إذا نعس أصحابي وهم يسيرون، ففسد لوث عائمهم، قال: واللوث لف العمامة

على رءوسهم، يقول فإذا كان ذلك رفعت أنا في السير لجلدي، ودلالتي، وطول مقاساتي لذلك. قال

أبو عبد الله: يقال لاث العمامة يلوثها إذا لفها غير متعمل لإصلاحها، فإذا تعمّل لإصلاحها، قيل

رصفها، قال ابن الأعرابي: فإذا تغصّب بها، قيل اقتعطها، فإذا جعلها تحت حلقه قيل التحاها. قال أبو

عبد الله: حكي عن خالد بن عبد الله الصريفيني: ما استوت عمامة عاقل قط.

بأغْبرَ خَفّاقٍ كأنّ قَتامَهُ ... دُخانُ الغَضا يَعلُو فُروجَ المَخارِم

قوله بأغبر خفّاق، يقول: نحن نسير ببلد خفّاق بالسراب. وقتامه غبرته. قال: والمخارم منقطع

الطريق في الجبال، واحدها مخرم، يقول فسيرنا في مثل هذه الأرض.

إذا العُفرُ لاذتْ بالكِناسِ وهَجّجَتْ ... عُيونُ المُهارى مِنْ أجيج السّمائِم

العفر الظباء تعلوها حمرة. وقوله لاذت يقول دخلت العُفر تحت ظل شجرة، وإنما تفعل ذلك من شدة

الحر، قال: ولوذ كل شيء ناحيته، وقوله وهجّجت، يريد غارت عيون هذه المهارى، وهي إبل كرام

نسبها إلى مهرة، وهم قوم من العرب معروفون بنتاج كريم، يقول: فغارت عيون هذه الإبل، ورجعت

إلى الرءوس من الجهد والعطش والتعب.

وإنّ سَوادَ الليلِ لا يستَفزُني ... ولا الجاعلاتُ العاجَ فوقَ المَعاصِم

قوله لا يستفزني، يقول: لا يستخفني سواد الليل ولا يهولني. قال: والعاج الذبل، قال: والمعنى في

ذلك، يقول: إذا رأيت سواد الليل لم أهبه، ثم قال: ومع هذا لا يستخفني الغزل أيضاً ولا الصبا،

<<  <  ج: ص:  >  >>