للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والقمر فوقها، ولستُ أدري ماذا، ولا وجدتُ عليه شاهدًا من الكتاب ولا من الحديث، ولا من قول العرب، والله أعلم. حكاه عن ابن قُتَيْبَة: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هشام اللَّخْمي الجُهَني النحوي (١) في شرح قصيدة أبي علي بن الهيثم (٢).

٣٨٣ - وذكر ابنُ الهَيْثَم في رسالته في بيان أنّ المَرْئِيَّ من السماء أكثر من نصفها: أنّ المهندسين اختلفوا في مقدار محيط أعظم الدوائر المرسومة على كرة الأرض، وأكثر ما قالوا فيه: إنّه اثنان وعشرون ألف ميل، والميل أربعة آلاف ذراع بذراع اليد. وعلى ما ذكره ابنُ الهَيْثَم يكون قطرُها سبعة آلاف ميل بالميل الذي ذكره هو.

٣٨٤ - وقال غيره: الأرض ليست بذات قدر محسوس عند فلك المَرِّيخ وما وراءه من الأفلاك، بل هي كالنقطة، وأما عند فلك القمر فلها قدر محسوس. وقال: الناظرُ في النَّيْرَب والكواكب يجدها بأسرها متحرّكة بالحركة اليومية، يطلع ما يطلع منها من المشرق ويسير إلى المغرب ويخفي فيه، وبعد خفائه مدّة يعود المشرق ثانيًا ويطلع كما طلع أولًا وهكذا دائمًا ويتحرّك ما لا يطلع الحركة من الأولى باختلاف المنطقيين والأقطاب، وذلك لأنّ الإحساس بحركتين مختلفتين في كرة واحدة على منطقة وقطبين بإعيائها ممتنع، بل إنما يحس فيها بحركة واحدة هي مركّبة من مجموعهما إن كانتا إلى جهة، وحاصله من قبيل أسرعهما على إبطائهما كانتا إلى


(١) توفي سنة ٥٧٧ هـ، له: شرح الفصيح لثعلب، المدخل إلى تقويم اللسان، وغيرها. بغية الوعاة (١/ ٤٨ - ٤٩)، الأعلام (٥/ ٣١٨).
(٢) شرح قصيدة ابن الهيثم في النجوم (ق ٢٤/ أ - ب - نسخة دار الكتب المصرية ١٠٥١ ميقات).