للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٣٧٨ - قال محمد بن زكريا بن يحيى الرازي في كتاب سمع الكِيان (١) وهو القول في أصول الأفعال والانفعالات المتولدة عن تلاقي الاستقساب والأجسام الطبيعية التي هي النار والهواء والماء والأرض، وسائر الأجسام المركبة منها كالحيوان والنبات والمعادن، وعن الأجرام السماوية، فإنّ هذه أجسام طبيعية، قال: وإن كانت طبيعةً خامسة، على أنّه لا اتفاق بين الفلاسفة الطبيعيين في أنّ الفلك طبيعةٌ خامسة، بل قد قال أجلّهم وأشرفهم أعني أفلاطن إنّه ناري أرضي، وليس أيضًا الكلام الذي جاء به أرسطاليس ومن سلك طريقه ليبيّن أن الفَلك طبيعة خامسة متخلّص من الشكوك، لكن مملوء شكًّا، وذلك أنه لا يصحّ من مخالفة حركة الفلك بحركات العناصر الأربعة أنّ الفلك عنصر مخالف لها دون أنْ يصحّ أن الفلك ليس بمحمول على هذه الحركة بل تحرُّكه بذاته ومن ذاته أمر أجلّ، أما لو وجدنا دولابًا من خشب لا يُرى مدبره لتواريه عنا لوجدنا الخشب يتحرّك بخلاف حركته الطبيعية، ولم يكن لنا أن نحكم من هذا الموضع فقط أن فلك الحركة للخشب طبيعية، فغير مأمون أن تكون حركة الفلك بالحمل والقسر، وإن كنا لا نشهد هذا الحامل القاسر، وأيضًا فقد نجد الأجسام المتحركة على استقامة تتحرك على استدارة لعارض داخل على طباعها، كالماء في حال غليانه، والذهب في حال ذوبانه، فتبيّن إذًا أنّه لا سبيل إلى الحكم بأنّ جوهر الفلك مخالف لجوهر الاسطقساب من مخالفته لحركتها، إلّا أنْ يصحّ عندنا أن هذه الحركة من ذاته وجوهره وليس بمحمول عليها بتة".

٣٧٩ - قال كوشيار بن لبان بن باشهري الجيلي (٢): السماء هي الجسم المتحرِّك المحرِّك لجميع الكواكب من المشرق إلى المغرب في كل يوم وليلة


(١) انظر فى وصفه: عيون الأنباء في طبقات الأطباء (ص ٣٨٦).
(٢) مهندس فلكي، توفي سنة ٣٥٠ هـ، له بعض الكتب المخطوطة في علم الفلك، منها: المدخل إلى أحكام النجوم، ومجمل الأصول، وغيرها. الأعلام (٥/ ٢٣٦).