للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بالسكون من قوم أوحاش إذا [كان جائعًا] (١) لا طعام له، وقد أوحش إذا جاع وتوحش للدواء إذا احتمى لَهُ وجاء في رواية الترمذي: لقد بتنا ليلتنا هذِه وَحشى (٢). يعني: مثال صرعى كأنه أراه مجاعة وحشى (٣).

وفي الحديث أنه جاءه سائل فأعطاه تمرة فوحَّش بها كأنه رمى بها (٤) (ما لنا طعام) ليس هذا شكوى، بل هو إعلام بأنه عاجز (قال: فانطلق إلى صاحب) أي: عامل (صدقة بني زريق) قال المنذري: هو بضم الزاي وبعدها راء مهملة مصغر، وهم بطن من الأنصار، وفيه أنه يقبل قول من ادعى الفقر أو المسكنة ولم يكلف البينة، بل يدفع إليه بلا يمين بخلاف من عرف له مال وادعى قلته واليمين بغير إذن الحاكم لا تعتبر (فليدفعها) يعني: صدقة بني زريق لا الستين صاعًا (إليك) فيه حجة لمن ذهب إلى أنه يجوز أن يدفع الرجل صدقته في الظهار والزكاة وغيرهما إلى صنف واحد من الأصناف ولا يفرقها على الأصناف الثمانية، لكن يعارضه قوله: "بعده وكل أنت وعيالك بقيتها".

(فأطعم) قد يستدل به على جواز الخبز في كفارة الظهار، ويعطي لكل مسكين رطلان، قال: وبه قال الأنماطي وابن أبي هريرة (٥) والصيرفي وأحمد (٦)، وقال الصيمَري في باب كفارة اليمين: وأصحابنا يعنون


(١) في الأصل: طائعًا. والمثبت من "النهاية".
(٢) "جامع الترمذي" (٣٢٩٩).
(٣) "النهاية في غريب الحديث" ٥/ ١٦١.
(٤) هو جزء من حديث رواه أحمد ٣/ ٢٦٠.
(٥) انظر: "الحاوي الكبير" ١٥/ ٣٠١.
(٦) انظر: "المغني" ١٣/ ٥٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>