للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

سيبويه أنه سمع بعض الجفاة من العرب يقول: ولم يكن أحدًا كفوًا له، وجرى هذا البدوي الجلف على [عادته فجفا] (١) طبعه عن لطف المعنى الذي لأجله اقتضى تقديم الظرف وخبر كان على اسمها، وذلك أن الغرض الذي سيقت له الآية نفي المكافأة والمساواة عن ذات الله، فكان تقديم المكافأة المقصودة بأن يسلب عنه أولى ثم لما قدمت لتسلب (٢) ذكر معها الظرف ليبين الذات المقدسة بسلب (٣) المكافأة (٤).

(فقال) النبي صلى الله عليه وآله وسلم: والله (٥) (لقد سألت الله) تعالى (بالاسم) الأعظم (الذي إذا سئل به أعطى) ما سئل (وإذا دعي به أجاب) الداعي.

قال القرطبي: وذلك أن هذِه السورة اشتملت على اسمين من أسمائه تعالى يتضمنان جميع أوصاف كماله لم يوجدا في غيرها من جميع السور، وهما الأحد الصمد (٦). فإنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال المعظمة، فالصمد هو الذي انتهى سؤدده بحيث يصمد إليه في الحوائج كلها، أي يقصد، ولا يصح ذلك حقًّا إلا لمن حاز جميع خصال الكمال حقيقة، وذلك لا


(١) في (م): دنه لخفاء.
(٢) في (م): لتسلم.
(٣) في الأصول الخطية: بنفي. والمثبت من "الكشاف".
(٤) "الكشاف عن حقائق التنزيل" ٤/ ٢٤٢.
(٥) من (ر).
(٦) "تفسير القرطبي" ٢٠/ ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>