للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(عبد اللَّه بن عمر) بن الخطاب (داخلًا في المسجد) للصلاة (فاكتنفته أنا وصاحبي) بكسر الموحدة أي: صرنا في ناحيته، ثم فسره في رواية مسلم فقال: أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله (١). وكنفا الطائر جناحاه. وفي هذا سنة على أدب الجماعة في مشيهم مع فاضلهم، وهو أنهم يكتنفونه ويحفون به.

(فظننت أن صاحبي سيكل الكلام) معه (إليَّ) ومعناه أنه يسكن ويفوض الكلام إليَّ؛ لجرأتي وإقدامي وبسطة لساني، فقد جاء عنه في رواية: لأني كنت أبسط لسانًا (٢).

(فقلت) له: يا (أبا عبد الرحمن (٣)، إنه قد ظهر قبلنا) بكسر القاف، وفتح الموحدة.

(ناس (٤) يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم) بتقديم القاف على الفاء على المشهور، ومعناه يطلبونه ويتبعونه، يقال: اقتفر أثره إذا تتبعه. وقرأها أبو العلاء ابن ماهان بتقديم الفاء وتأخير القاف. أي: إنهم يخرجون غامضه، ويبحثون عن أسراره.

وروي في غير كتاب مسلم: يتقفون. بواو مكان الراء، من قفوت أثره. أي: تتبعته، ومنه القفا، وكلها واضحة المعنى (يزعمون أن لا


(١) مسلم (٨).
(٢) رواه ابن منده في "الإيمان" (١١)، واللالكائي في "شرح الأصول" ٤/ ٦٤٥ (١٠٣٧)، والبيهقي في "القضاء والقدر" (١٨٦).
(٣) بعدها في (ل)، (م): نسخة يا أبا عبد الرحمن.
(٤) بعدها في (ل)، (م): نسخة: أناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>