للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس في القرآن عن الصيام إلا تقرير وجوبه، وبعض أحكامه،

وليس في القرآن عن الحج إلا بعض أحكامه.

فإذا كان أصحاب هذه الشبهة يزعمون أن القرآن المجيد قد فصل كل شيء!

فلنحتكم وإياهم إلى عماد الدين الصلاة!!

أين في القرآن عدد الصلوات؟ ووقت كل صلاة؟ وهيئتها وأركانها وواجباتها وسننها ونواقضها؟ وكذلك بقية الأركان من الزكاة والصيام والحج.

فالسُّنَّة النبوية هي البيان القولي والتطبيق العملي، فالسُّنَّة تؤصل وتفسر، وتفصل، وتبين آيات القرآن الكريم، وتحوّل القرآن إلى حياة تطبيقية، كحياة النبي .

دفع مرفوض:

دفع منكرو السُّنَّة الرد الذي سبق إيراده وهو: تعطّل وتوقف حياة الأمة عن تطبيق أركان الإسلام العملية التي جاء القرآن آمرًا بها، باعتراض وهو:

هذه الأركان العملية يكفينا فيها محاكاة النبي في كيفية أدائها، وهي سنن عملية منقولة إلينا بالتواتر.

فالصلاة مثلاً فيها هذا الأمر بمحاكاة تأدية رسول الله لها: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» (١)، والحج قال فيه: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» (٢).

والجيل الذي عاصر الرسول حاكى الرسول كما رآه يصلي ويحج، وهكذا دواليك حتى وصلت المحاكاة إلى جيلنا، ويأخذها كل جيل عن الجيل الذي قبله حتى قيام الساعة؟


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة … (١/ ١٢٨/ ح ٦٣١).
(٢) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى، كتاب المناسك، باب الإيضاع في وادي محسر (٨/ ٧٤٨/ ح ١٥٨٩٢)، صححه الألباني في إرواء الغليل (٤/ ٢٧١/ ح ١٠٧٤).

<<  <   >  >>