للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكنْ محلُّ ذلك: ما لم يُقيِّد النيَّةَ بأحدِ الأحداثِ على أنْ لا يَرتفع غيرُه، فإن قيَّد كذلك؛ لم يَرتفع غيرُ ما نواه.

ولو غَلِط مَنْ عليه حدثُ نومٍ، فنوَى حدثَ بولٍ؛ ارتفعَ حَدثُه؛ للتَّداخلِ.

(وَيُسَنُّ أَنْ يَنْوِيَ) أي: أن (١) يأتي بالنيَّةِ في وضوءٍ وغُسلٍ (عِنْدَ أَوَّلِ مَسْنُونٍ (٢))؛ كغَسلِ الكفَّينِ، إن (وُجِدَ) ذلك المسنونُ (قَبْلَ وَاجِبٍ)، وهو التَّسميةُ، يَعني: أنَّه إذا أرادَ أن يُقدِّم غَسلَ كفَّيه على التَّسميةِ؛ سُنَّ له الإتيانُ بالنيَّةِ عندَ غَسلِهما؛ لتشملَ النيَّةُ مسنونَ الطَّهارةِ ومفروضَها، فيُثابَ عليهما.

وحيثُ عَلِمتَ ما تَقدَّم، وأَردتَ صفةَ الوضوءِ الكاملِ المشتمِلِ على ما يُسنُّ وما يَجب وما يُفترض (٣)، (ف) هو ما أشارَ إليه بقولِه: (يَنْوِي) رفعَ الحَدثِ، أو يَقصد (٤) بطهارتِه ما تَجب له أو تُسنُّ؛ كما تقدَّم في صفةِ النيَّةِ (٥).

ويَستقبل القِبلةَ، (ثُمَّ يُسَمِّي) فيَقول: «باسمِ اللهِ»، لا يَقوم غيرُها مَقامَها، فلو قال: «باسم الرحمن»، أو نحوَه؛ لم يُجزِئه.

(ثُمَّ يَغْسِلُ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا)، ولو تَيقَّن طهارتَهما، ويُقدِّم اليُمنى على اليُسرى ندبًا.

(ثُمَّ يَتَمَضْمَضُ) بيَمينه قبلَ غَسلِ وجهِه ندبًا، ويَتسوَّك حالَ المضمضةِ، (ثُمَّ يَسْتَنْشِقُ بِيَمِينِهِ، وَيَسْتَنْثِرُ) أي: يَستخرج ما في أنفه (بِيَسَارِهِ، ثَلَاثًا ثَلَاثًا)، بالنَّصب على الحال (٦)، يَعني: أنَّه يَتمضمض ثلاثَ مرَّاتٍ، ويَستنشق ثلاثَ مرَّاتٍ.


(١) قوله: (أن) سقط من (ب).
(٢) في (س): أول مسنون في الوضوء.
(٣) في (د): يفرض، وقوله: (المشتمل على … ) إلخ، سقط من (س).
(٤) في (س): ويقصد.
(٥) قوله: (ويقصد بطهارته … ) إلخ، هو في (س): أو غيره كما تقدم.
(٦) قوله: (بالنصب على الحال) سقط من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>