للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثابت، عن أنس، قال:

«لما كان اليوم الذى دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أضاء منها كلّ شىء، فلما كان اليوم الذى مات فيه أظلم منها كلّ شىء، وما نفضنا أيدينا عن التراب، وإنّا لفى دفنه صلى الله عليه وسلم حتّى أنكرنا قلوبنا».

٣٧٦ - حدثنا محمد بن حاتم، حدثنا عامر بن صالح، عن هشام بن عروة،

ــ

ولا أظلم من يوم مات فيه صلى الله عليه وسلم». (أظلم منها كل شىء): فيه نوع تجريد ظاهره أن الإضاءة والإظلام محسوسان، وأن الإضاءة دامت إلى موته فعقبها الإظلام وقيل: هما معنويان، والأول أولى لما فيه من المعجزة والحال أن ما نافية (نفضنا) (وإنا) الواو هنا للحال أيضا فهى مع التى قبلها من المتداخلة بين بهما أن ذلك الإظلام وقع عقب موته صلى الله عليه وسلم من غير مهلة «معتما» غاية للإظلام يعنى: أظلم منها كل شىء حتى قلوبنا لأننا أنكرناها لفقد ما كان يغشاها من إمداداته العلية، وأنواره السنية، ولانقضاء ما كانت عليه من الصفاء والألفه والرأفة والرحمة، دون التصديق والإيمان، لأن إيمانهم لم يتناقض منه شىء مطلقا، وقيل: إنكارها لعدم امتناعها من حثى التراب عليه صلى الله عليه وسلم، ومن ثم قالت: «أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب» (١) وأخذت من تراب القبر الشريف، فوضعته على عينها، وأنشدت ما يأتى، وهذا قول بعيد، وفاطمه إنما قالت ذلك عند غلبة الحزن عليها، بحيث أذهلها كغيرها.

٣٧٦ - (يوم الإثنين): ثانى عشر ربيع الأول حين اشتد الضحى وقت دخوله صلى الله عليه وسلم فى هجرته.


= ورواه أحمد فى المسند (٣/ ٢٢١،٢٦٨)، من طريق سيار وعفان كلاهما عن جعفر بن سليمان به فذكره. ورواه ابن سعد فى الطبقات الكبرى (٢/ ٢١٠)، من طريق جعفر بن سليمان به فذكره. ورواه أحمد (٣/ ٢٤٠،٢٨٧)، والدارمى فى سننه (١/ ٤١)، وابن أبى شيبة فى المصنف (١١/ ٥١٦)، ثلاثتهم من طريق حماد عن ثابت به فذكره نحوه.
(١) رواه الدارمى فى المقدمة (١/ ٤١)، وأحمد فى مسنده (٣/ ١٢٢،٢٨٧).
٣٧٦ - إسناده ضعيف، وهو صحيح: فيه عامر بن صالح: قال فيه الحافظ: متروك الحديث أفرط فيه ابن معين فكذبه، وكان عالما بالأخبار. =

<<  <   >  >>