للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عذاب ازدادوا جراءة واتهام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان المؤمنون تعجّبوا بتأخير العذاب بعد دعائهم هذا فبيّن الله تعالى وجه تأخير العذاب عنهم فإنّ الله تعالى لم يعذّب قوما قطّ حتى خرج نبيّهم من بينهم، كانت هذه سنّته في الأمم الخالية (١).

{وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ:} فهم الذين سبق علم الله فيهم أنّهم سيؤمنون ويستغفرون، هكذا عن ابن عبّاس في بعض الرّوايات (٢). وقال قتادة والسدّي وابن زيد: إنّه على وجه التّرغيب لهم في الإيمان والاستغفار (٣).

٣٤ - {وَما لَهُمْ أَلاّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ:} الآية في إثبات العذاب وتحقيق نزوله بهم عند ارتفاع المعنيين.

(ما لهم): أي: أيش لهم من الحجّة والعذر، {(أَلاّ يُعَذِّبَهُمُ (٤)} [اللهُ] (٥)): أن لا يعذّبهم بالاستئصال لتلك الحجّة أو لذلك العذر، فأخبر (٦) عن موجب العذاب فقال (٧): {وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ،} أي: يصدّون المؤمنين عن الحجّ والعمرة غضبا (٨) من غير أن يكون إليهم (٩) ولاية المسجد الحرام عند الله تعالى وفي حكمه.

ثمّ أخبر عن أولياء المسجد (١٠) الحرام فقال: ما أولياؤه {إِلاَّ الْمُتَّقُونَ} (١١).

٣٥ - {مُكاءً:} صفيرا (١٢)، {وَتَصْدِيَةً:} تصفيقا وتوليد الصّدى (١٣)، والصّدى هو الصّوت المنعكس (١٤). كانت قريش تصفّر وتصفّق وتعتقد أنّها صلاة ودعاء (١٥)، وذلك من


(١) ينظر: معاني القرآن الكريم ٣/ ١٥٠ - ١٥١، وزاد المسير ٣/ ٢٣٧.
(٢) ينظر: تفسير الطبري ٩/ ٣١٣، والبغوي ٢/ ٢٤٦، والتفسير الكبير ١٥/ ١٥٨.
(٣) ينظر: تفسير الطبري ٩/ ٣١١ - ٣١٢، ومجمع البيان ٤/ ٤٦١، وزاد المسير ٣/ ٢٣٨.
(٤) (أَلاّ يُعَذِّبَهُمُ) ليس في ك.
(٥) من ب.
(٦) النسخ الثلاث: فما خبر.
(٧) ساقطة من ك.
(٨) في ك: غصبا، وفي ع: عضيا.
(٩) في ك: لهم.
(١٠) ليس في ب.
(١١) ينظر: تفسير الطبري ٩/ ٣١٥، وزاد المسير ٣/ ٢٣٩.
(١٢) ينظر: غريب القرآن وتفسيره ١٥٨، وتفسير غريب القرآن ١٧٩، والعمدة في غريب القرآن ١٤٣.
(١٣) في ك: الصوى، وفي ع: الصرى، وبعدها في ع: والصد، بدل (والصدى). وينظر: اللغات في القرآن ٢٧، وغريب القرآن وتفسيره ١٥٨، وتفسير غريب القرآن ١٧٩.
(١٤) ينظر: لسان العرب ١٤/ ٤٥٤ (صدي).
(١٥) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٥/ ١١٧، ومجمع البيان ٤/ ٤٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>