"وكان قوة هذه البلد وعظم مبانيها، وقوة أهلها وكثرة رجالها وأموالها لا يقدر الواصف صفتها، ولا يحيط العارف بمعرفتها، فلو ذهبتُ أعد رجالها وإقبالهم فيها وإدبارهم في كتائب الخيل والنجائب العمانيات وما يدخل على أهلها من أحمال الأموال من سائر الأجناس التي لهم مع المسافرين من أهلها، ومن أهل الأقطارلم يسعه كتاب ولرأيت العجب العجاب، وكأن الداخل في موسمها لا يفقد أحدا من أهل الآفاق من اليمن وتهامه والحجاز، وعمان والبحرين وبادية الشام، ومصر وأناس من حاضرتهم، إلى غير ذلك من أهل الآفاق ممن يطول عدهم، هذا داخل فيها وهذا خارج منها، وهذا مستوطن فيها. وكانت الدور لا تباع فيها إلا نادرا، وأثمانها سبعة آلاف ريال وخمسة الآف ريال والداني بألف ريال وأقل وأكثر وكل شيء بقدره، على هذا التقدير، وكروة الدكان الواحد في الشهر خمسة وأربعون ريالا وسائر الدكاكين الواحد بريال في اليوم، وشيء نصف ريال، وذكر لي أن القافلة من الهدم إذا أتت إليها، بلغت كروة الدكان في اليوم الواحد أربعة أريل، وأراد رجل منهم أن يوسع بيته ويعمره، فاشترى نخيلات تحت هذا البيت، يريد قطعها وتعمير موضعها، كل نخلة بأربعين ريالا وخمسين ريالا، فقطع النخل وعمر البيت، ولكنه وقع عليه الهدم١ قبل تمامه.