وذكر لي من أثق به أن رجلا من أهل الدرعية قال له: إني أردت ميزابا في بيتي، فاشتريت خشبة طولها ثلاثة أذرع بثلاثة أريل، وأجرة نجره وبناه ريال. وكان غلا الحطب فيها والخشب إلى حد الغاية حتى قيل إن حمل الحطب بلغ خمسة أريل وستة، والذراع من الخشبة الغليظة بريال وكل بيوتها مقاصير وقصور. كأن ساكنيها لم يكونوا من أبناء ساكني القبور. فإذا وقفت في مكان مرتفع ونظرت موسمها وكثرة ما فيها من الخلائق وتزايلهم فيه وإقبالهم وإدبارهم ثم سمعت رنتهم ونجناجهم فيه فكأنه دوي السيل القوي إذا صب من عالي جبل"١ اهـ.
لا شك أن هذا الوصف يصور تطورا عمرانيا وحضاريا متفوقا على جميع الأقطار من حولهم حيث كان الداخل في موسمها لا يفقد أحدا من أهل الآفاق من اليمن وتهامة والحجاز، وعمان والبحرين، وبادية الشام ومصر وأناس من حاضرتهم ... ، إلى غير ذلك من أهل الافاق ممن يطول عدهم الخ كلام ابن بشر الذي رأى ذلك زمن الإمام سعود.
وأما الإمام عبد الله بن سعود؛ فيقول الشيخ راشد بن علي بن جريس في كتابه " مثير الوجد في معرفة أنساب ملوك نجد" بعد أن ذكر وفاة الإمام سعود بن عبد العزيز سنة ١٢٢٩ هـ؛ قال:
" لما توفي الإِمام سعود تولى الإمامة بعده ابنه عبد الله بن سعود