للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخالفة ما عليه أهل السنة، فإن الأشاعرة خالفوا ما عليه السلف الصالح في مسائل، منها: مسألة العلو، ومسألة الصفات، ومسألة الحرف والصوت. الخ جوابهم١.

وبعضهم الآخر قي نصوص الصفات سلك مسلك من يفوض المعنى والكيف ولا يقول بأن، المعنى معلوم والكيف مجهول إذ لا فرق عنده بين المعنى والكيف، ثم صحح مذهب الخلف أهل التأويل المذموم وهو صرف اللفظ عن معناه الراجح من ظاهره إلى المعنى المرجوح بحجة فرارهم من التشبيه والتمثيل وهم قد وقعوا في شر مما توهموه وفروا عنه، ورجح مذهب أهل التفويض وجعلهم هم السلف٢، ولم يذكر مذهب السلف الصحيح الذي عبر عنه الإمام مالك حيث قال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول، ففرق بين المعنى والكيف وأن المعنى معلوم والكيف مجهول"، وكذلك الإمام الطحاوي قال العلم علمان علم موجود وعلم مفقود٣، فالموجود علم المعنى والمفقود علم الكيف في باب صفات الله المقدسة.

وقد رد الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ قول من قال في وسيلة دعوته الله وأتوسل إليك بصفاتك الكاملة التي لا يعلمها إلا أنت فقال الشيخ عبد الرحمن: اعلم أن الذي لا يعلمها إلا هو كيفية الصفة،


١ الدرر السنية ج ٣ ص ١٩١.
٢ انظر: العقائد، للإمام الشيخ حسن البنا، ص ٧٠ -٧٨.
٣ انظر: العقيدة الطحاوية، شرح وتعليق محمد ناصر الدين الألباني ص ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>