للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الصفة فيعلمها أهل العلم بالله كما قال الإمام مالك: "الاستواء معلوم والكيف مجهول" ففرق هذا الإمام بين ما يعلم منه معنى الصفة على ما يليق بالله فيقال استواء لا يشبه استواء المخلوق ومعناه ثابت لله كما وصف به نفسه، وأما الكيف فلا يعلمه إلا الله فتنبه لمثل هذا فالإمام مالك تكلم بلسان السلف١.

ويدعي هذا البعض من أولئك الدعاة أن في نصوص الصفات ما يوهم التمثيل والتشبيه٢. بينما أنه ليس في نصوص الصفات ما يوهم ظاهره اللائق بالله تعالى تمثيلا أو تشبيها، ومن توهم شيئا من ذلك فهو لأنه لم يعط النص حقه من التأمل والتدبر وإمعان النظر، ولو فعل ذلك لم يجد في ظاهره اللائق بجلال الله تعالى ما يوهم تمثيلا أوتشبيها وحاشا أن يكون ظاهركلام الله وكلام رسوله يوهم ذلك، والسلف والأئمة لم يكونوا يتوهمون أن ظاهرها التمثيل ولا يرضون بذلك كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية٣ وعلى ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب وسائر السلف الصالح.

وفي تعاليمهم أن أركان بيعتهم عشرة أولها: الفهم ويريدون بالفهم


١ الدرر السنية، ج٣ ص ٢٩٩.
٢ انظر: العقائد، للإمام الشيخ حسن البنا، ص ٧٤- ٧٥.
٣ انظر: التدمرية، القاعدة الثالثة ص ٢٧ ضمن مجموعة نفائس.

<<  <  ج: ص:  >  >>