للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن كان قبل المفرد نفى أو نهي آذنت بتقرير حكمه، ويجعل ضده لما بعده.

فـ"زيد" من قولك "ما قام زيد بل عمرو" قد قرر نفي قيامه، و"عمرو" قد أثبت" (١) قيامه، و"خالدا" من قولك: "لا نضرب خالدا بل بشرا"، قد قرر النهي عن ضربه، "بشر" قد أمر بضربه، هذا هو الصحيح.

ولذلك (٢) لم يجز في المعطوف بـ"بل": و"لكن" على خبر "ما" إلا الرفع؛ لأن "ما" لا تعمل إلا في منفي، والمبرد الموافق (٣) في هذا الحكم.

ويجوز مع ذلك أن تكون "بل" ناقلة حكم النفي والنهي لما بعدها (٤). وما جوزه مخالف لاستعمال العرب كقول الشاعر:

(٨١٦) - لو اعتصمت بنا لم تعتصم بعدا ... بل أولياء كفاة غير أوغاد


(١) هـ سقط "قد".
(٢) في الأصل وهـ "ولأجل ذلك".
(٣) في الأصل: هـ "موافق".
(٤) ينظر الكتاب المقتضب للمبرد ١/ ١٢، ٤/ ٢٩٨، وتحقيق هذه المسألة في شرح المفصل لابن يعيش. ٨/ ١٠٥ في تعليق الفرائد للدماميني ١/ ٢٣٤، وفي شرح الكافية الرضي ٢/ ٣٥٢".
٨١٦ - من البسيط لم ينسب إلى قائل معين "شرح عمدة الحافظ ١٥٥، شرح التسهيل ٢/ ١٩٧ المقاصد النحوية ٤/ ١٥٦.
همع ٢/ ١٣٦، الدرر ٢/ ١٨٦.
أوغاد: جمع وغد وهو الذي يخدم بطعام بطنه، ويروى موضعه "أوكال" بمعنى عاجزين.

<<  <  ج: ص:  >  >>