للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النظر فيها، وشذ منهم قليل فتبعوا الدهرية الذين فسدت أفهامهم بالمرة" (١).

وذكر ابن الجوزي أيضًا أن كثيرًا من أهل الهند يعتقدون الربوبية وأن لله ملائكة (٢).

٧ - الفخر الرازي محمد بن عمر (ت ٦٠٤ هـ). فقد ذكر إقرار المشركين بالربوبية في تفسيره في مواضع منه (٣)، منها قوله: "اعلم أنه ليس في العالم أحد يثبت لله تعالى شريكًا يساويه في الوجوب والقدرة والعلم والحكمة، وهذا مما لم يوجد إلى الآن، لكن الثنوية يثبتون إلهين، أحدهما حكيم يفعل الخير، والثاني سفيه يفعل الشر، وأما الاشتغال بعبادة غير الله ففي الذاهبين إليه كثرة. . ." (٤).

٨ - أبو محمد العز بن عبد السلام: (ت ٦٦٠ هـ) فقد ذكر في قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ﴾ [النحل: ١٧]، أنه لا يمكن أن يقال: "إنهم كانوا يعظمون الأصنام أكثر من تعظيم الله، لأنه ليس الأمر كذلك بل قالوا: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ (٥) [الزمر: ٣]، وذكر العز أيضًا أن السجود للصنم قد يقصد به التقرب إلى الله تعالى واستدل على ذلك بآية الزمر (٦).

٩ - ابن منظور محمد بن مكرم أبو الفضل اللغوي (ت ٧١١ هـ)، فإنه ذكر في مادة "شرك" حديث تلبية الجاهلية وقولهم: إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك ثم قال: اللهم إنا نسألك صحة التوحيد والإخلاص في


(١) تلبيس إبليس: ٤٩.
(٢) المصدر نفسه ص: ٦٠.
(٣) انظر تفسير الرازي: ١٣/ ٣٧ - ٣٩، و ٢٦/ ٢٤١ و ٢٧/ ١٣٠ و ٩/ ٦٣، ١٧/ ٦٣.
(٤) المصدر السابق: ١٣/ ٣٧، ونحوه في: ٢/ ١٢٢.
(٥) الفوائد في مشكل القرآن ص: ٩٠.
(٦) انظر الإعلام بقواطع الإسلام ص: ١٩ - ٢٠، والفروق للقرافي. . .

<<  <  ج: ص:  >  >>