للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتقرب بعبادة ذلك الصنم إليه" (١) فبين الأشعري أن أهل الأصنام مقرون بالرب تعالى.

٣ - الإمام أبو محمد علي بن أحمد بن حزم (ت ٤٥٦ هـ) فإنه ذكر في مسألة الفرق بين الكفر والشرك، أن المشركين واليهود والنصارى والمجوس والبراهمة مقرون بالله تعالى فلم ينكره جملة ويجحده إلا الدهرية فقط (٢).

٤ - الشهرستاني محمد بن عبد الكريم المتكلم (ت ٥٤٨ هـ)، فقد ذكر أن تعطيل العالم عن الصانع لا يعرف قائله إلا ما نقل عن شرذمة قليلة من الدهرية ثم ذكر مجمل مقالتها في تفسير خلق العالم، ثم ذكر أن هذا القول لا يدل على إنكار قائله بالصانع، ثم ذكر أن الفطرة الضرورية دلت على الصانع، ثم ذكر أنه لهذا لم يرد التكليف بمعرفة الصانع وأن هذا هو السبب في كون محل النزاع بين الرسل وبين الخلق في التوحيد ونفي الشريك، ثم استدل على ذلك بقوله تعالى: ﴿ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا﴾ [غافر: ١٢]، وغير ذلك من الآيات (٣).

٥ - القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء (ت ٤٥٨ هـ): "فليس أحد إلا وهو يقر بأن له صانعًا ومدبرًا وإن سماه بغير اسمه. قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ﴾ " (٤).

٦ - أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت ٥٩٧ هـ)، فقد ذكر الفلاسفة ثم قال: "وما قد حكى لهؤلاء الفلاسفة من جحد الصانع محال، فإن أكثر القوم يثبتون الصانع، ولا ينكرون النبوات، وإنما أهملوا


(١) رسالة إلى أهل الثغر لأبي الحسن الأشعري ص: ٧٩ - ٨٠.
(٢) المحلى: ٤/ ٢٤٥ - ٢٤٦.
(٣) نهاية الإقدام: ١٢٣ - ١٢٤، وعنه في درء تعارض العقل: ٧/ ٣٩٦ - ٣٩٨.
(٤) درء تعارض العقل والنقل: ٨/ ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>