للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيرجو رحمته ولا ييأس من مغفرته … وإذا قال: السميع البصير علم أنه لا يخفى على الله خافية وأنه بمرأى منه ومسمع فيخافه في سره وعلنه ويراقبه في كافة أحواله" (١).

إطلاق الدعاء على النوعين:

إذا أطلق الدعاء وأريد منه ما يشمل النوعين فهل هو من باب استعمال المشترك (٢) في معنييه كليهما أو حقيقة (٣) هو في أحدهما مجاز في الآخر أو هو حقيقة في القدر المشترك بينهما فيكون من باب الأسماء المتواطئة (٤).

فهذه الاحتمالات ثلاث فالاحتمالان الأولان فيهما خلاف طويل بين الأصوليين في جوازهما. فبالنسبة إلى استعمال المشترك في معنييه كليهما


(١) شأن الدعاء: ٢٧ - ٢٨، وانظر طريق الهجرتين: ٤٣ - ٤٥، والفتح: ١١/ ٢٢٥ - ٢٢٧ و ١٣/ ٣٧٨.
(٢) المشترك: ما وضع لمعنى كثير بوضع كثير كالعين لاشتراكه بين المعاني: الباصرة والجارية والشمس … ومعنى الكثرة ما يقابل الوحدة لا ما يقابل القلة، فيدخل فيه المشترك بين المعنيين فقط كالقرء والشفق. اهـ. التعريفات: ٢١٥.
(٣) الحقيقة كلمة استعملت فيما وضعت له، والمجاز كلمة استعملت في غير ما وضعت له لقرينة وسيأتي تعريف المجاز بتوسع في مبحث شبهة المجاز العقلي إن شاء الله تعالى ص: ٩١٢.
(٤) المتواطئ: هو الكلي الذي يكون حصول معناه وصدقه على أفراده الذهنية والخارجية على السوية كالإنسان والشمس، فإن الإنسان له أفراد في الخارج وصدقه عليها بالسوية والشمس لها أفراد في الذهن وصدقها عليها أيضًا بالسوية. اهـ. التعريفات ص: ١٩٩، وقال الآمدي ما ملخصه: إن الكلي ما يصح أن يشترك في مفهومه كثيرون سواء وقعت الشركة بالفعل كاسم الكوكب أو لم تقع كالشمس والقمر وإن هذه الأسماء الكلية إذا كان لا اختلاف في مدلولها بشدة ولا ضعف ولا تقدم ولا تأخر فهي متواطئة كالإنسان والفرس وإلا فمشككة كالوجود والأبيض. اهـ. الإحكام: ١/ ١٨ - ١٩، وانظر تعريفه أيضًا في مناقشة شيخ الإسلام في العقود الدرية: ٧١ - ٧٥، والفتاوى: ١١/ ١٤٢ - ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>