للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسألة، وقد ورد (١) تفسير الدعاء في الآية بالإيمان والعبادة والمسألة، وهذا يدل على أن الآية تحتمل المعنيين وأنها مشتركة ولكن شيخ الإسلام (٢) يرى أنها في العبادة أظهر مع دلالتها على المسألة فتكون من الوجه الثاني المتقدم.

ومن تلك الآيات:

قوله تعالى: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾ [الرعد: ١٤]، فقد فسر قوله تعالى له دعوة الحق بتوحيد الله وشهادة أن لا إله إلا الله، روي ذلك عن علي وابن عباس وقتادة أي لله من خلقه الدعوة التي هي الحق فهذه الدعوة خاصة به فليست تنبغي لغيره (٣).

فعلى هذا فمعنى الدعوة العبادة وأهم العبادات التوحيد أي فالله الحق هو الذي يوحد ويفرد بالعبادة.

وفسر أيضًا بالدعاء والسؤال والتضرع، أي الله مختص به الدعاء الحق والتضرع الثابت الواقع في محله المجاب عند وقوعه … فإجابة الدعاء له تعالى دون غيره، ويؤيد هذا الوجه تمام الآية (٤) ولهذا يرى بعضهم أن هذه الآية نص في دعاء المسألة (٥) لكن مفسرو السلف علي وابن عباس وغيرهما فسروا بما يفيد دلالتها على العبادة.


(١) تفسير البغوي: ٣/ ٣٧٩، وابن جرير: ١٩/ ٥٥، وانظر ما تقدم في ص ٤٢ - ٤٣.
(٢) الفتاوى: ١٥/ ١٢، وبدائع الفوائد: ٣/ ٣.
(٣) تفسير ابن جرير أخرجه عن علي وابن عباس وقتادة وابن زيد ١٣/ ١٢٨، وزاد المسير: ٤/ ٣١٧، وابن كثير: ٢/ ٥٠٧.
(٤) روح المعاني: ١٣/ ١٢٣.
(٥) انظر القول الفصل النفيس: ٧٨، ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>