للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ذلك لِنَبيٍّ يوم القيامة إلا لَهُ صلّى الله عليه وسلّم (١)، فقد يَشْفَعُ صلّى الله عليه وسلّم في الرُّسُلِ والأنْبِيَاءِ، نَعَمْ وفي الملائكة، فيأْذَنُ الله تعالى (٢) عند شَفَاعَتِهِ له في ذلك لِجميع مَنْ له شفاعةٌ من مَلَكٍ ورسولٍ ونبيٍّ ومؤمنٍ أنْ يَشْفَعَ، فهو صلّى الله عليه وسلّم

أَوَّلُ شَافِعٍ بإِذْنِ الله تعالى (٣)، وَأَرْحَمُ الراحمينَ: آخِرُ شافعٍ يوم القيامة، فيشفعُ الرَّحيمُ عند المُنْتَقِمِ أنْ يُخْرِجَ من النار مَنْ أَسَاءَ إليه، وَيُتْبِعُهمْ تعالى مَن لم يَعْمَلْ خيراً قطُّ (٤).

١٥/ فأَيُّ شرفٍ أَعْظَمُ وأعلَى، وأَيُّ عِزٍّ أَشْمَخُ وأَسْمَى، من دائرةٍ يكون أولُها سيدَ المرسلين، وآخِرُها أرحمَ الراحمين؟ وآخِرُ الدائرة متصلٌ بأولها، فأَيُّ شَرَفٍ أعظمُ من شرف محمد صلّى الله عليه وسلّم حيث كان ابتداءَ هذه الدائرة؟.


(١) روى البخاري وغيره في حديث طويل- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجمع الله الناس يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا، فيأتون آدم … إلى أن يصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فيشفع لهم .. » أخرجه البخاري في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، رقم (٦٥٦٥).
(٢) يشير إلى شفاعته من أجل القضاء بين المخلوقات كما في الحديث السابق.
(٣) قال الإمام النووي: الشفاعة خمسة أقسام، أولها: مختصة بنبينا صلّى الله عليه وسلّم وهي الإراحة من هول الموقف وتعجيل الحساب. الثانية: في إدخال قوم الجنة بغير حساب، وهذه وردت أيضاً لنبينا صلّى الله عليه وسلّم. الثالثة: الشفاعة لقوم استوجبوا النار، فيشفع فيهم نبينا صلّى الله عليه وسلّم ومن شاء الله تعالى. الرابعة: فيمن دخل النار من المذنبين، فقد جاءت الأحاديث بإخراجهم من النار بشفاعة نبينا صلّى الله عليه وسلّم والملائكة وإخوانهم من المؤمنين، ثم يخرج الله تعالى كل من قال: لاإله إلا الله -كما جاء في الحديث - لايبقى فيها إلا الكافرون. الخامسة: في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها شرح صحيح مسلم ٣/ ٣٥ - ٣٦ باختصار يسير....
(٤) روى الإمام مسلم وغيره، في حديث طويل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن الله عز وجل يقول: «شفعت الملائكة، وشفع النبيون وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حمماً. مسلم، في الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، رقم:٣٠٢.