للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المترجِمُ عالماً بالمعنى الذي دَلَّ عليه لَفْظُ المتكلِّمِ به، لمَا صَحَّ أن يكونَ هذا مُتَرْجِماً، فقد علِمَتْ هذه الأُمَّةُ عِلْمَ من تَقَدَّمَ، واختصَّتْ بعلومٍ لم تكن (١) للْمُتَقَدِّمينَ.

فقد ثبتَ له صلّى الله عليه وسلّم السِّيادَةُ في العلم في الدُّنْيَا، وثبتَ له أيضاً السِّيادةُ في الحُكْمِ حيثُ قال: «لو كان مُوسَى وعيسَى حيَّيْنِ ما وَسِعَهُمَا إلا اتِّبَاعِي» (٢)

ويتبيَّنُ ذلك عند نُزولِ عيسى عليه السَّلامِ، وحُكْمِه فينا بالقرآن، والاقْتداء بِهذه الشَّريعةِ (٣)، فصحَّتْ له السِّيادَةُ في الدُّنْيا بِكُلِّ وجْهٍ ومعنىً، ثم أَثْبَتَ له السِّيادَةَ على الخَلْقِ كُلِّهِمْ يومَ القيامة بِفَتْحِه بابَ الشفاعة (٤)، ولا يكونُ


(١) في الأصل: (يكن) بالياء.
(٢) أخرجه أحمد ٣/ ٣٨٧، والدارمي ١/ ٧٨، وابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله ٢/ ٤٢. وليس فيه ذكر عيسى عليه الصلاة والسلام.
… من طريق مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبدالله، عن عمر، مرفوعاً في حديث طويل.

… في سنده: مجالد بن سعيد الهمداني، ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره. التقريب ص ٥٢٠ (٦٤٧٨). وللحديث شواهد كثيرة ترتقي به إلى الحسن. انظر: إرواء الغليل ٦/ ٣٤ - ٣٨.
(٣) لقد ثبت بالتواتر أن عيسى عليه وعلى نبينا وسائر الأنبياء صلاة ربي وسلامه ينزل
حاكماً ومحكماً لشريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع على ذلك أهل السنة؛ للأحاديث الواردة في ذلك، ولم يقل بخلافه إلا بعض المعتزلة والجهمية ومن وافقهم، وزعموا أن هذه الأحاديث مردودة بقوله تعالى: {وخاتم النبيين} وبقوله صلى الله عليه وسلم: «لا نبي بعدي»، ورُدَّ بأن عيسى لم ينزل بشريعة جديدة وإنما محكماً لشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم. انظر: صحيح مسلم شرح النووي ١٨/ ٧٥ وما بعدها، باب ذكر الدجال.
(٤) الشفاعة: الانضمام إلى آخر ناصراً له وسائلاً عنه، وأكثر مايستعمل في انضمام مَن هو أعلى حُرمة ومرتبة إلى من هو أدنى، ومنه الشفاعة في القيامة. مفردات ألفاظ القرآن للراغب ص ٤٥٧.