للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المُتَنَبِّي في حَاجَةٍ كانتْ له إلىَّ بالرَّملَة (١): [مجزوء الكامل]

إنِّى سَأَلتُكَ بالّذي … زَان الإمَامَةَ بالوَصِي

وأبانَ في يَوْم الغَدِير … لكُلِّ جَبَّار غَوي

فَضْلَ الإمَامِ عليهم … بولاية الرَّبّ العَلِي

إلَّا قَصَدْت لحاجَتي … وأعَنْتَ عَبْدَكَ يا عَلِي

قال: وكان يَتَشَيَّعُ، وقيل: كان مُلْحِدًا، واللهُ أعْلَمُ.

قُلتُ: وَسَنَذْكُر في تَرْجَمَةِ طَاهِر بن الحَسَن بن طَاهِر (٢) حِكايَةً عن الخَالِديَّين تَدُلُّ على أنَّ المُتَنَبِّي كان مُخالِفًا للشِّيْعَة.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن الكِنْديِّ، عن الشَّيْخ أبي مَنْصُور مَوْهُوب بن أحمد بن الجَوَالِيْقِيِّ، قال: قال عليّ بن حَمْزَة البَصْرِيّ صاحب أبي الطَّيِّب المُتَنَبِّي -أو غيره ممَّن صَحِبَ المُتَنَبِّي، شَكَّ فيه أبو مَنْصُور- قال (٣): بَلَوتُ من أبي الطَّيِّب ثلاث خِلَالٍ مَحْمُودة، وتلك: أنَّهُ ما كَذَب، ولا زَنَى، ولا لَاط، وبَلَوتُ منه ثلاث خلالٍ ذَمِيْمَة كُلّ الذَّمّ، وتلك: أنَّهُ ما صَام، ولا صَلَّى، ولا قَرَأ القُرْآن. عفا اللهُ عنَّا وعنه آمين.

وذكر ابنُ فُوْرَجَةَ في كتاب التَّجَنِّي على ابن جِنِّي، عن أبي العَلَاءِ أحْمَد بن عَبْد الله بن سُلَيمان المَعَرِّيّ، عن رَجُل من أهل الشام كان يتوكَّل لأبي الطَّيِّب (a) في داره، يُعْرَفُ بأبي سَعْد، قال: وبقى إلى عَهْدنا، قال: دعاني أبو الطَّيِّب يومًا ونحنُ بحَلَب، أظُنُّه قال: ولم أكُن عرفتُ منه المَيْل إلى الَّلْهو مع


(a) قوله: "لأبي الطيب"، مكررة في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>