للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ديوان شِعره، فقد كان أبو الطَّيِّب صَعِدَ إلى مِصْر مرَّةً أُخرى قبل هذه المَرَّة الّتي ذكرناها، وأول القصيدة (١): [من البسيط]

هو الزَّمانُ مُشِتٌّ (a) بالّذي جَمَعا … في كُلِّ يَوْم تَرَى من صَرْفِهِ بِدَعَا

إنْ شئْتَ مُتْ أَسَفًا أو فابْقَ مُصْطَبرًا (b) … قد حَلَّ ما كُنتَ تَخْشَاه وقد وقعا (c)

لو كان مُمْتَنِعٌ تُغْنِيه مَنْعَتُهُ … لم يَصْنَع الدَّهْر بالإخْشِيْذ ما صَنَعَا

وهي طويلةٌ.

وقرأتُ في كتاب أبي القاسم يحيى بن عليّ الحضرميّ (٢)، الّذي ذَيَّل به تاريخ أبي سعيد بن يُونُس، وذكَر فيه مَنْ دخل مِصْر من الغُرَباء، فقال: أحمد بن الحُسَين بن الحَسَن الكُوْفيّ الشَّاعر، أبو الطَّيِّب، يُعرفُ بالمُتَنَبِّي، رَحَلَ من مِصْر سِرًّا من السُّلطان ليلة النَّحْر سنة خمسين وثلاثمائة، ووجَّه الأستاذ كَافُور خَلْفَهُ رَوَاحلَ إلى جهاتٍ شتَّى، فلم يُلْحَق.

أنشَدَنا علىّ بنُ أحْمَد المَادَرَائيّ، قال: كَتَبَ إلىَّ أبو الطَّيِّب أحمد بن الحُسَين


(a) ديوانه بشرح الواحدي: مَنَنْتَ.
(b) ديوانه بشرح الواحدي: مضطربا.
(c) ديوانه بشرح الواحدي: لأن يقعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>