وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكعب الأحبار: ما أوّل شيء ابتدأ الله تعالى من خلقه؟ قال كعب: كتب الله كتابا لم يكتبه قلم ولا دواة، أي مداد؛ كتابه الزّبرجد واللؤلؤ والياقوت: إنني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، وأنّ محمّدا عبدي ورسولي، سبقت رحمتي غضبي. قال كعب: فإذا كان يوم القيامة أخرج الله ذلك الكتاب، فيخرج من النار مثلي عدد أهل الجنّة فيدخلهم الجنة. وقال سلمان وعبد الله بن عمرو: إنّ لله تعالى مائة رحمة كما بين السماء والأرض، فأنزل منها رحمة واحدة إلى أهل الدنيا، فبها يتراحم الجنّ والإنس، وطير السّماء، وحيتان الماء، وما بين الهواء ودوابّ الأرض وهوامها. وادخر عنده تسعا وتسعين رحمة، فإذا كان يوم القيامة أنزل تلك الرحمة إلى ما عنده فيرحم بها عباده».