حدّثني أبو الحسن، عليّ بن أحمد الحاجب، المعروف بابن الخراسانيّ، وكان يحجب معزّ الدولة، قال:
كنت مع معزّ الدولة «١» يوما في دار الخلافة «٢» ، بحضرة المطيع لله «٣» ، فلما انفضّ الموكب «٤» ، قال لي: قل له: إنّي أريد أن أطوف في الدار، فأراها وأشاهد بساتينها، وصحونها، فيأمر من يطيفني فيها.
قال: فقلت ذلك للخليفة، بالعربية.
فأمر الخليفة، شاهك خادمه، وابن أبي عمرو «٥» حاجبه، أن يطيفاه فيها.
فلما مشيا بين يديه، وأنا وراءهما أمشي، وبعدنا عن حضرة الخليفة، وقفا، فقالا: أيّها الأمير إنّه لا يصلح أن تطوف الدار، إلّا ومعك نفسان،