[٧٣ والد المؤلف يحفظ قصيدة تشتمل على ستمائة بيت في يوم وليلة]
حدّثني أبي [رضي الله عنه]«١» ، قال:
سمعت أبي [رحمه الله]«٢» ينشد يوما، وسنّي إذ ذاك خمس عشرة سنة، بعض قصيدة دعبل «٣» الطويلة التي يفتخر فيها باليمن، ويعدّد مناقبهم، ويردّ على الكميت فخره «٤» بنزار، أوّلها:
أفيقي من ملامك يا ظعينا ... كفاني اللوم مرّ الأربعينا
وهي نحو ستمائة بيت، فاشتهيت حفظها، لما فيها من مفاخر اليمن [لأنّهم]«٥» أهلي.
فقلت: يا سيّدي، تخرجها إليّ حتى أحفظها، فدافعني، فألححت عليه.
فقال: كأنّي بك، تأخذها، فتحفظ منها خمسين بيتا أو مائة بيت، ثم ترمي بالكتاب، وتخلقه عليّ.