وكم مَنزلٍ لَولايَ طِحتُ كما هَوى … بأَجرامِهِ في قُلّةِ النِّيقِ مُنهوى
وقالَ:
* لَولاكَ هذا العامُ لم أَحجُجِ *
وَقالَ:
* يا أبتا عَلَّك أو عَساكا *
وقَالَ:
ولي نَفسٌ تنازِعُني إذا ما … أَقولُ لَها لعلِّي أو عَسَانِي
واختُلِفَ في ذلك: فمذهبُ سيبويهِ وقد حَكَاه عن الخَليلِ ويُونسَ أنّ الكافَ والياءَ بعدَ لولا في موضعِ الجَرِّ، وأنَّ لِلَولا مع المُكنّى حالًا ليس له مع المُظهَر، كما أنَّ للدُن مع الغُدوة حَالًا ليس له مع غَيْرِها، وهما بعدَ عَسَى في مَحَلِّ النَّصبِ بمنزِلتِهما في قولِكَ: لَعلَّك ولعلى، ومَذْهَبُ الأخفش أنَّهما في المَوضعين في مَحَلّ الرَّفعِ، وأنَّ الرَّفع في لَولا محمولٌ على الجَرِّ، وفي عَسَى على النَّصب، كما حُمِلَ الجَرُّ على الرَّفعِ في قولِهِم: ما أنا كأنت، والنَّصبُ عَلى الجَرِّ في مَواضعَ".
قَالَ المُشَرِّحُ: الأصلُ فيما بَعدَ لولا أن يكونَ مَرفوعًا كقولِكَ: لولا زَيدٌ لكان كَذا فإذا جِئتَ بالضَّميرِ المَرفوعِ بعدَه فهو على هذا الأصلِ، وإذا جِئتَ بغيرِه فقلتَ: لولاكَ ولولايَ فهو على وَجهين:
أحدُهُما: - أن يكونَ في محلِّ الجَرِّ، وهو مَذْهَبُ يُونسَ والخَلِيلِ وسيبويهِ (١) وذلك أن يكونَ على حَذْفِ المُضافِ، وإقامةِ المُضافِ إليه مَقامه مَعناه لولا وُجُودُكَ.