للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيضًا نَكِرةً بدَلِيلِ أنَّك تَقولُ: رُبَّه رَجُلًا، و"رُبَّ" لا تَدْخُلُ إلَّا على النَّكِراتِ وقالَ (١):

* أظبيٌّ كانَ أُمُّك أَم حِمارُ *

أمَّا المضمرُ المَنصوبُ فلا يكونُ إلَّا مَعرفةً بدَلِيلِ أنَّ الإِخبارَ عن "قائمًا" في قَوْلِكَ: ضربي زيدًا قائِمًا لا يَجوزُ، لأنَّكَ لو قُلتَ: الذي ضَربني زَيدًا إِيَّاه قائِمٌ، أضمرتَ في الحالِ قالوا (٢): والإِضمارُ إنَّما يَسوغُ فيما يَسوغُ تَعْريفُه. في نِعْمَ ضَميرٌ مرفوعٌ على أنَّه فاعلُه، وهذا لأنَّ نِعْمَ لا بُدَّ له من اسمين مرفُوعين أحدُهما فاعِلُه والآخر المَخصوصُ بالمدحِ. فإذا قُلتَ نِعْمَ رَجلًا زيدٌ فزيدٌ [مرفوعٌ على أنَّه] (٣) هو المَخْصُوصُ بالمدحِ وفاعلُه مضمرٌ تُفسِّرُه هذه النكرةً الظَّاهِرَةِ ومعناهُ نِعْمَ الرَّجُلُ رَجُلًا زَيدٌ، فذلك الضَّميرُ المُسْتَكِنُّ في نِعْمَ مِثلُ هذا الضَّميرِ البارزِ في رُبَّه رَجُلًا من حَيثُ إنَّه مُبهمٌ ومُفتَقِرٌ إلى التَّفسِيرِ، لا من حَيْثُ التَّنكِيرِ.

قَالَ جارُ اللَّهِ: "فَصلٌ، وإذا كُنّي به عن الاسمِ الواقِعِ بَعدَ لَولا وعَسى فالشَّائعُ الكَثيرُ أن يُقالَ: لولا أنتَ، ولولا أنا، وعسيت وعَسيتَ قالَ الله تَعالى (٤): {لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} وقال (٥): {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} وقد رَوى الثِّقاتُ عن العَرَبِ لولاكَ ولولايَ، [وعساكَ وعساني] (٦)، قالَ يَزيدُ بن أمِّ الحَكَمِ:


(١) البيت لثروان بن فزارة وتمامه:
فإنَّك لا تُبالي بعد حَوْلٍ … أَظَبْيٌ كانَ أمُّك أمٍ حِمَارُ
وسيأتي ذكر المؤلف له في باب "كان" فانظر تخريجه هناك إن شاء الله.
(٢) في (ب).
(٣) في (ب).
(٤) سورة سبأ: آية: ٣١.
(٥) سورة محمد: آية: ٢٢.
(٦) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>