للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَحَلِّ النَّصبِ على أنَّها خَبَرُ كان، وأَن يعلَمَة علماءُ بني إسرائيل في مَحَلِّ الرَّفعِ فإِنَّه بَدَلٌ من آيةٍ، تمامُ البيت:

...... ..... وإنَّما … يُوَكَّلُ بالأدنى وإن جَلَّ مَا يَمْضِي

وهو من أَبياتِ الحَماسةِ (١)، وأوَّلُ المقطوعةِ:

حَمِدتُ إلهي بعدَ عُرْوَةَ إذ نَجَا … خِرَاشٌ وبعضُ الشَّرِّ أهونُ من بَعْضِ

قالَ جارُ اللَّه: فَصلٌ؛ والضَّميرُ (٢) في قولِهِم: رُبَّهُ رَجُلًا نكرةٌ مُبْهَمٌ يُرمى به من غَيرِ قَصدٍ إلى مُضمرٍ ثم يُفَسَّرُ كما يُفَسَّرُ العَدَدُ المُبْهَمُ في قَولِكَ: عِشرون دِرهَمًا، ونَحوه في الإِبهامِ والتَّفسيرِ الضَّميرُ في نِعْمَ رَجلًا.

قالَ المُشَرِّحُ: الشَّيخُ: هذا القسمُ صالِحٌ لنَصبِ التَّمييزِ عنه لإِبهامِهِ وتمامِهِ لامتناعِهِ عن الإِضافةِ، بل هو أوغَلُ في الامتناعِ عن الإِضافةِ لأنَّ الضَّمائِرَ لا تُضافُ وسائِرُ المُمَيَّزات قابلَةٌ للإِضافَةِ.

تخميرٌ: اعلم أنَّ الضَّمِيرَ المَرفوعَ (٣) والمَجرورَ كما يكونُ مَعرفةً يَكونُ


(١) انظر شرح المرزوقي: ٨٧٦، وشرح التبريزي: ٢/ ١٤٤. والبيت لأبي خراش خويلد بن مرة الهذلي من قصيدة في شرح أشعار الهذليين للسكري: ٣/ ١١٣٠، والأغاني: ٢١/ ٦٣، وإثبات المحصل: ٤٧ … وغيرها وسبب هذه القصيدة أنّ بطنين من "ثمالة" بنو رزام وبنو بَلَّالٍ أسروا عُروة بن مُرّة أخا أبي خِرَاشٍ، وخِرَاشَ بن أبي خِرَاشٍ، فنبت بنو رِزَامٍ عن قتلهما حتى كاد يكون بينهما شرّ، فطرح رجل من القَوم على خِرَاشٍ ثوبه حتى شُغل القوم بقتل عروة، ثم قال: انجُ. وانحرف القوم ليقتلوا خراشا فقال الرجل: انفلت مني فطرده القوم فأعجزهم ولحق بأبيه فخبَّره الخبر، فمدح أبو خِرَاشٍ الرجلَ وهو لا يعرفه، وكان يُقالُ: لا نَعلمُ شاعرًا مَدَحَ رجلًا لا يعرفه غيرَ أبي خراش. "إثبات المحصل: ٤٧" والبيت الذي استشهد به المؤلف. توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ٤٧ والمنخّل: ٨٨، والخوارزمي: ١٤٦، وابن يعيش: ٣/ ١١٧، والأندلسي: ٢/ ٦٣، والسخاوي: ٣/ ٣٠، وانظر: الخصائص: ١/ ٧، والمحتسب: ٢/ ٢٠٩، وأمالي القالي: ١/ ٢٦٧، واللآلي: ٦٠١، وزهر الأدب: ٧٦٠، والإِنصاف: ٢/ ١٧٠، والخزانة: ٢/ ٤٥٨.
(٢) في (ب) المضمر.
(٣) في (ب) المجرور والمرفوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>