للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللَّه: وتقولُ: ليس زيدٌ بشيءٍ إلَّا شيءُ لا يُعبَأُ به، قال طَرَفَة (١):

أبنِي لُبَينَى لستُمُوا بِيَدٍ … إلَّا يَدًا لَيست لَهَا عَضُدُ

قالَ المشرِّحُ: إذا قُلتَ: ليس زيدٌ بشيءٍ إلَّا شيئًا لا يُعبَأ به، فليس فيه إلَّا النَّصبَ، وذلك أنَّه لا يجوزُ فيه الجَرُّ، ولا الرَّفعُ فتعَيَّنَ النَّصبُ، أَمَّا أنَّه لا يجوزُ فيه الجَرُّ، فلأنَّه لو جازَ ذلك للزِمَ أن تكونَ الباءُ الدَّاخلةُ على خبرِ لَيس داخلةً في مقامِ الإِثباتِ، وذلك لا يجوزُ وأمَّا أنَّه لا يجوزُ فيه الرَّفعُ فلأنَّ المبدَلَ منه وهو قولكَ: بشيءٍ في محلِّ الرَّفعِ، لأنَّ خبرَ ليس لا يكونُ مرفوعًا. بَنُو لُبَينى: قومٌ من بني أسَدٍ، أُمُّهم لُبَينى، من بَنِي وَالِبة (٢) بن الحارث بن علبة (٣) وبعده:

أَبَنِي لُبَيْنَى لا أحبّكُمُ … وَجَدَ الإِلهُ لَكُم كما أَجِدُ

البيتُ لأوس بن حَجَر، يقولُ: أحبَّكُم اللَّهُ كَما أُحِبُّكم، وأَوس كان (٤) لا يُحِبُّهم إنَّما تَهَكَّمَ كأنَّه يُريدُ: لا أحبَّكُمُ اللَّهُ، وأبْغَضَكُمْ (٥) كما أُبغِضُكم.


(١) البيت ليس لطرفة إنما هو لأوس بن حجر. انظر ديوانه: ٢١ وانظر توجيه إعرابه وشرحه في المنخّل،: ٤٩، وشرح الخوارزمي: ٢٧، وزين العرب: ١٩ وشرح ابن يعيش: ٢/ ٩٠، وشرح الأندلسي: ١/ ٢٨٨ والزّملكاني: ٢/ ١٢١ وهو من شواهد الكتاب: ١/ ٣٦٢ انظر شرح أبياته لابن السّيرافي: ٢/ ٦٨ وشرحها للكوفي: ٩٧، وانظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٠١، ٤١٦ والمقتضب: ٤/ ٤٢١.
(٢) بنو والبة بن الحارث من بني أسد من جبالهم أبان الأسود أحد جبلي أبان الذي يقطع بينهما وادي الرّمة ومن قراهم نبهانيّة.
انظر معجم ما استعجم ١/ ٩٥، ومعجم البلدان ونهاية الأرب للقلقشندي أقول: هذه المواضع لا تزال على تسميتها القديمة دون تغيير إلّا أنّ سكانها ليسوا الآن من بني أسد، بل هم حاضرة وبادية، أمّا الحاضرة فامشاج من قبائل شتى، وأمّا البادية فأغلبهم من بني سالم من حرب وبنو سالم في الأصل من مزينة. وهذه المواضع قرب مدينة الرس في منطقة القصيم في أواسط نجد.
(٣) هكذا في نسختي الكتاب، وفي شرح أبيات سيبويه لابن السّيرافي بن ثعلبة.
(٤) في (ب).
(٥) في (أ) وأبغضكم إلا مثل ما أبغضكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>