للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الوَصفِيّة، وفي التَّنزيلِ (١): {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} أي غيرُ اللَّهِ، ومنهُ قَوله (٢):

وكلُّ أَخٍ مُفارقه أخوه … لعمُر أَبيكَ إلّا الفَرقَدَانِ

قالَ المُشَرِّحُ: قوله ثُمَّ دخلَ فاعله مُضمَرٌ وهو ضميرُ غير المُضمَر في عليه من قولهِ: "وقد دَخَل عليه" إلّا لغير إلّا في قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ} مستثنىً فيها اللَّه لفَسدتا، ليست للاستثناء إنما هي صفةٌ، لأنّها لو كانت للاستثناء لفسد معنى الآية، ألا تَرى أنَّك لو قلتَ: لو كان فيهما آلهةٌ مستثنىً فيها اللَّه لكان المعنى فاسدًا، وهذا يُوهِمُ أنَّه لو كان فيهما آلهةٌ غيرُ اللَّه مستثنى منها اللَّه [لفسدتا، لكان المعنى فاسدًا، وهذا لأنَّه يوهمُ أنَّه لو كانَ فيهما آلهةٌ غيرُ مُستثنى منها اللَّه] (٣) لما فَسدتا، وهذا فاسدٌ من معنى الآية إلا إذا كان بمعنى غير [قالوا إنما يُستثنى بغير في كُلِّ مكانٍ يَصلُحُ أنَّ يكونَ صفةً، ويوصفُ بإلَّا في كلِّ موضعٍ يصلحُ أن يكونَ استثناءً، فعلى ذلك لو قلتَ: عِندي من الرجالِ عشرةٌ غير كريم، وكذلك قولك عندي رَجُلٌ الا كريم لم يجز] (٤)، وله (٥) شرطٌ وعلامةٌ. أما الشَّرطُ فكلُّ مَوضعٍ لا يَصلُحُ


(١) سورة الأنبياء: آية: ٢٢.
(٢) البيت لحضرمي بن عامر بن مجمّع الأسدي يكنى أبا كدّام. صحابي فارس شاعر توفي نحو سنة ١٧ هـ أخباره في أمالي القالي: ١/ ٦٦، والمؤتلف والمختلف: ٨٤، والخزانة: ٢/ ٥٥، ونسبه سيبويه إلى عمرو بن معدي كرب الزبيدي وهو في ديوانه: ١٨١، قال الأعلم: ويروى لسوّار بن المضّرب. انظر توجيه إعرابه وشرحه في المنخّل: ٤٩ وشرح الخوارزمي: ٢٦، وزين العرب: ١٩ وشرح ابن يعيش: ٢/ ٨٩، والأندلسي: ١/ ٢٨٦، والزملكاني: ٢/ ١١٩ وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ٣٧١ انظر شرح أبياته لابن السيرافي: ٢/ ٤٦. وشرحها للكوفي: ٣٥، ٢٢١، والمقتضب: ٤/ ٢٠٩، والكامل: ٤/ ٧٦، وكتاب الشعر لأبي علي: ١٢٦، البديع في علم العربية: ٧٨ والتذييل والتكميل: ٣/ ٤٤، وتذكرة النّحاة: ٢/ ٢٤٢ والخزانة: ٢/ ٥٢، ٤/ ٨٩.
(٣) في (ب).
(٤) في (ب).
(٥) في (أ) فله.

<<  <  ج: ص:  >  >>