للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى (١) المُتَّصِلِ فإذا قُلْتَ: ما فيها أحدٌ إلَّا حِمارًا فمعناه (٢): ما فيها أحدٌ (٣) ولا ما يَتبعه إلَّا حِمارًا، فإن سألتَ: فإذا كان المعنى على ما ذكرتَه فلمَ تَعَيَّنَ في الاستثناءِ المُنْقَطِعِ النَّصبُ؟ أجبتُ: النَّصبُ على الاستثناءِ أَدنى الأمرين، لأنَّ الإِبدَالَ كما يكونُ استثناءً، فكذلك يكون فيه دَلِيلٌ على أنَّ الثَّانِيَ من جِنسِ الأوَّلِ، وفي [الظاهِرِ ليس] (٤) الثَّاني من جنسِ الأوَّلِ في الاستثناءِ المُنْقَطِعِ. والنَّصبُ في الاستثناءِ المُنقَطِعِ هو اللُّغةُ الحِجَازِيّة.

أمَّا بنو تَميمٍ فيُبدِلُون بِأَنْ يجعَلوا المُستَثنى من جنسِ ما قبلَه على المَجَازِ (٥)، على طَرِيقَةِ قولِهم: "عِتَابُكَ السَّيفُ" و (٦):

* تَحِيَّةُ بينِهم ضَربٌ وَجِيعُ (٧) *

قالَ جارُ اللهِ: ومنه قوله عَزَّ وجَلَّ (٨): {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ}.

قال المشرّحُ: الاستثناءُ في هذه (٩) الآية منقطعٌ (١٠)، لأنَّ مَن رَحِمَ اللهُ معصومٌ، والمعصومُ ليس من جنسِ العاصِمِ، وفي الكشّاف (١١): كأنَّه قِيلَ


(١) في (ب).
(٢) نقل الأندلسي في شرحه: ١/ ٢٧٩ شرح هذه الفقرة.
(٣) في (ب).
(٤) في (أ) وفي الاستثناء هو ليس الثاني ..
(٥) في (ب).
(٦) صدره:
وخيل قد دلفت لها بخيل
وهو لعمرو بن معدي كرب الزبيدي. انظر ديوان شعره: ١٣٧ وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ٣٦٥، ٤٢٩، وانظر شرح أبياته لابن السيرافي ٢/ ٢٠٠، ٢٠١. والنوادر: ١٥٠، والمقتضب: ٢/ ٢٠، ٤/ ٤١٩. والخصائص: ١/ ٣٦٨، والخزانة: ٤/ ٥٣.
(٧) فى (أ) رابع.
(٨) سورة هود: آية: ٤٣.
(٩) في (ب).
(١٠) نقل الأندلسي في شرحه: ١/ ٢٨٠ شرح هذه الفقرة.
(١١) الكشاف: ٢/ ٥٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>