للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدٌ، قال (١): -

ومالِيَ إلَّا آلَ أحمدَ شِيعةٌ … ومالِيَ إلَّا مَشْعَبَ الحقِّ مَشْعَبُ

قالَ المُشَرِّحُ: هذا الوجهُ الثاني من الأوجهِ الثَّلاثةِ (٢)، وهو: ما كان المُستثنى فيه مُقدَّمًا على المُستثنى منه، فإنَّه يَكونُ منصوبًا لا مَحالةَ، وذلك لِتَعَذُّرِ البَدَلِ. "مَشْعَبَ الحَقّ"؛ طريقُه وهو مَفتوح.

قالَ جارُ الله: وما كان استثناؤُه منقطعًا كقولك: ما جاءَني أحدٌ إلَّا حمارًا، وهي اللُّغةُ الحِجَازِيَّةُ.

قال المشرِّحُ: هذا هو الوجهُ الثَّالثُ (٣) من الأوجهِ الثَّلاثةِ، وهو ما إذا كانَ المُستَثنى مُنْقَطِعًا فإن المستثنى لا محالةَ منصوبٌ، وذلك لتَعَذُّرِ البَدَلِ. فإن سألتَ: ما معنى "إلَّا" في الاستثناءِ المنقطعِ؟ أَجَبتُ: "إلَّا" في تأويلِ "لَكِنْ" إذا كان الاستثناءُ منقطعًا عندَ البَصريّين وبِمَعْنَى "سِوى" عِند الكُوفيين، قالَه ابنُ السَّراجِ (٤). ثم الاستثناءُ المنقطعُ عائدٌ في المعنى


(١) للكميت بن زيد الأسدي من قصيدة له في مدح آل بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأول القصيدة:
طربت وما شوقًا إلى البيض أطرب … ولا لعبًا مني وذي الشيب يلعب
انظر توجيه إعراب البيت وشرحه في المنخّل: ٤٧، والخوارزمي: ٢٥، وزين العرب: ١٩، وشرح الأندلسي: ١/ ٢٧٨، والزملكاني: ٢/ ١١٢ وانظر المقتضب: ٤/ ٣٩٨، والجمل للزجاجي: ٢٣٨، وشرح شواهده لابن السيد: ١٠٠، وشرحها لابن هشام اللخمي: ٥٣، ٢٠٥، ٢٠٦ وشرحها لابن سيدة: ٧٩، وشرحها لأبي جعفر اللّبلي: ٥٧. وانظر مجالس ثعلب: ٤٩، والتذييل والتكميل: ٣/ ٣٣، والعيني: ٣/ ١١١، والخزانة: ٢/ ٢٠٧.
(٢) في (أ) الثالث.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) انظر الأصول: ١/ ٣٥٣، وانظر الخلاف في المسألة في كتاب "ائتلاف النّصرة في اختلاف نحاة الكوفة والبصرة" المسألة رقم (٢٨) قسم الحروف قال: إلّا في الاستثناء المنقطع مما قبله بمعنى لكن عند البصريين. ومذهب الكوفيين أنها فيه بمعنى "سوى" و"كأن". قال: وتقدير البصريين أولى لأنّ سوى خافضة، وإلّا ليست بخافضة، وإلّا حرف وسوى اسم فكان تقديره لكن أحسن لهذه العلة …

<<  <  ج: ص:  >  >>