للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ} فيمن قرأَها مَفتوحةَ الباءِ أي يُسَبِّحُه رِجالٌ، وبيتُ الكتابِ:

لِيُبْكَ يزيدٌ ضَارِعٌ لخُصُومَةٍ

أي: يَبكِيه ضارعٌ".

قالَ المشرِّحُ: هذه المسألةُ وإن كان مجمعًا عليها بينَ النحويين ففيها نظرٌ، وذلك أنَّك إذا قُلْتَ: من فعلَ؟ فقيل زيدٌ فمعناه زيدٌ فَعَلَ، لَا فَعَلَ زَيْدٌ، فَزَيْدٌ مرتفعٌ بأنَّه مبتدأٌ وخبرُهُ محذوفٌ، وهذا لا يكادُ يَظْهرُ لك حقَّ ظُهوره إلَّا إذا تَرجمتَ الكلامَ بغيرِ هذه اللُّغة، والذي يَدُلُّ على حَقِيقَةِ ما ذكرناه أنَّ السؤالَ ها هنا عن الفاعلِ، لا عن الفعلِ، لأنَّ الفِعلَ معلومٌ، والجَوابُ يُطابِقُ السُّؤالَ فوجَبَ أن يكونَ ها هنا بالفاعِل، ولن يكون إلَّا إذا كانَ الاسمُ مقدمًا، وكما فُرّق بين اللهَ أحمدُ، وأحمدُ الله، وبين إيَّاكَ


= قال خضر بن عطاء الله الموصلي في شرح شواهد الكشاف: ٢/ ورقة ٣٩٢: وقال البعلي: للحارث بن نهيك، وفي شرح الكافية للنيلي أنه لضرار النَهشلي، وحكى الزمخشري أنه لمررّدٍ، وقيل لمهلهلٍ، وقيل للبيدٍ ومطلع القصيدة:
لعمري لئن أمسى يزيد بن نهشل … حشا جدت تسفى عليه الروائح
لقد كان ممن يبسط الكف في الندى … إذا ضنَّ بالخير الأكف الشّحائح
وأوردها وهي ثمانية أبيات.
انظر شرح وإعراب البيت في المنخّل: ١٧، والكوفي: ٤٧، ٦٦، وزين العرب: ٨، وشرح الأندلسي: ١/ ١٣، وابن يعيش: ١/ ٨٠.
والبيت من أبيات الكتاب: ١/ ١٤٥، وانظر شرح شواهده لابن السّيرافي: ١/ ١١٠، وشرح أبياته لابن خلف: ١/ ١٣٥ وقد أطال في شرحه وإعرابه، وهو أيضًا من شواهد الإِيضاح: ٧٤، انظر شرح أبياته للقيسي: ١٦ وشرحها لأبي الحجاج يوسف بن يسعون: ٢٤.
وانظر الخزانة: ١/ ١٤٧، وديوان لبيد: ٣٦١، والمقتضب: ٣/ ٢٨٢ والهمع: ١/ ١٦٠، والتصريح: ١/ ٢٧٤ …
ورواه الطبري في تفسيره: ١٤/ ٢١ (بائس لضراعة) والنحاس في إعرابه: ١/ ٥٥٧: (وأشعث مما طوحته الطوائح).

<<  <  ج: ص:  >  >>